أوضح مرشح الإخوان المسلمين في الانتخابات الرئاسية المصرية الدكتور محمد مرسي أنه يعكف حاليا لتوحيد القوى الثورية استعدادا لجولة الإعادة الحاسمة التي ستعقد الشهر القادم، بدلا من بعثرتها لمصلحة النظام الساقط والحيلولة دون عودته للحكم في مصر. وشدد محمد مرسي والذي حصل على أعلى أصوات الناخبين في الجولة الاولى للانتخابات في حوار أجرته عكاظ أن الرئاسة المصرية لن تكون لفرد واحد ولكنها ستكون لمجلس رئاسي يضم أكثر من نائب للرئيس الجديد. وفيما يلي نص الحوار: • تشهد الساحة المصرية سباقا استعدادا لجولة الإعادة بينكم والمرشح شفيق تجاه اقناع بعض المرشحين الانضمام اليكم ، الى أين وصلت هذه المشاورات؟ لقد بدأنا المشاورات وهناك شبه اتفاق مع قوى سياسية عديدة حضرت الاجتماع الذي دعونا إليه لتشكيل لجنة وطنية للوقوف ضد النظام القديم الذي سقط معظمه. ولا شك أن اللجنة التي اقترحناها سوف تجمع كل الأطياف السياسية وسيكون الدستور معبرًا عن الجميع، ونستهدف من وراء هذا التحرك وضع آليات إدارة المرحلة الانتقالية المقبلة. وأؤكد انني سأكون رئيسا لجميع المصريين وسأترك رئاسة حزب العدالة والتنمية . • لكن اثنين من أبرز الذين تمت دعوتهم وهما مرشحا الرئاسة صباحي وأبو الفتوح تغيبا عن حضور الاجتماع بماذا تفسرون ذلك؟ كنت حريصًا منذ بداية التحرك على الاتصال بهما وكذلك بالأحزاب وأصحاب الرأي لدعوتهم جميعا للتشاور والحوار، و يبدو أن الإرهاق وضيق الوقت منعهما من الحضور، ولا أعتقد أنهما رفضا تلبية الدعوة، لكن ظروفهما فقط هي التي حالت دون ذلك. • لكن صباحي أعلن أنه لن يقبل بمنصب نائب للرئيس «وفقا لما تردد عن عرضكم هذا الأمر عليه» وأنه سيبقي في الشارع حتى البت في طعونه بوقف نتائج الانتخابات، فما تعلقيكم ؟ هذا رأيه ولا أعترض عليه، غير أنني كما ذكرت أؤكد أن المشاورات ما زالت في بدايتها ، دعنا ننتظر ما سوف تسفر عنه واضعين في الاعتبار أننا نهدف من ورائها توحيد القوى الثورية بدلا من بعثرتها لمصلحة النظام الساقط، و الحيلولة دون عوته، وهو أمر يتناغم تماما مع مبادئ الثورة. • كيف ترون ما أعلن عنه منافسكم شفيق أنه لا يسعى الى اعادة انتاج نظام مبارك ولا مانع لديه من تولي أحد قيادات حزبكم منصب رئيس الحكومة؟ أعتقد أن الكلام يهدف لطمأنة الرأي العام وخاصة شباب الثورة والقوى السياسية العريضة الرافضة لعودة الفلول ووجوه النظام القديم الى الحكم ، لإدراكها مدى خطورتهم على الثورة ، ولا أرى أن هذه التصريحات سوف تنطلي على أحد لأن الجميع يعلم تماما من مع الثورة ومن ضدها حتى لو أظهر عكس ذلك. • ماذا لو تعثرت جهودكم الرامية الى حشد وكسب أصوات المرشحين ، وماذا لو نجح خصمكم «شفيق» في تحقيق ذلك في جولة الإعادة؟ أولا أنا أستبعد تماما انضمام صباحي أو أبو الفتوح الى شفيق كما وأستبعد تماما فوز شفيق، لأن هذا يعني الارتداد عن الثورة وعن مبادئها. وسنواصل جهودنا لأجل حشد التأييد وتحقيق الوفاق بين القوى الثورية باعتبار أنه لا سبيل لمواجهة رمز النظام القديم والحيلولة دون عودته دون وحدة الصف وازالة أي خلافات والارتفاع الى مستوى الأحداث والتحديات التي تواجهنا جميعا وتواجه مصر بالأساس. وأنا واثق في أننا سننجح في النهاية لأن الخلافات بيننا ليست كبيرة ولا تستعصي على الحل كما أن جميع القوى الثورية في مركب واحد فإما أن يحافظوا على ثورتهم واما أن يتركوا للمتربصين بها الانقضاض عليها. • فيم تفكر الآن؟ لا شيء يشغل بالي قدر الاستعداد لجولة الاعادة المقبلة، بعد أن وفقنا بالحصول على المركز الأول في عدد الأصوات. • هناك من يعتقد أنك مفاجأة الانتخابات بعد أن أصر خصومك ومناوئوك على نعتك ب «الاستبنا» (الاحتياط)؟ من ينخرط في حقل العمل السياسي يتعين عليه الاستعداد لتولي أي مهمة ومن تحدث عن أني «استبنا» عليه أن يقرأ نتيجة التصويت عدة مرات ليدرك الى أي حد منحني الناخب ثقته. • لكن ألا تعتقد أن الفضل يرجع الى القدرة التنظيمية لجماعة الإخوان بالدرجة الأولى ؟ ربما، هذا صحيح الى حد كبير، لكن الناخب لا يمنح صوته عبثا وعشوائيا لأي مرشح ، وبرغم ميله للإخوان، لكنه في ذات الوقت ينظر الى وزن المرشح ومدى قدرته على النهوض بأعباء هذا المنصب. • هل تعتقد أن الظروف خدمتك الى حد كبير بعد منع الشاطر من خوض الانتخابات؟ ربما يرى البعض ذلك، لكن في الواقع ألقيت على كاهلي مسؤولية ضخمة، وأعباء كثيرة في ظل ما تشهده مصر من تدهور على مدى الأشهر الماضية في مناح كثيرة. • كيف تنظر الى خصمك شفيق في سباق الجولة المقبلة خاصة أنه من النوع العنيد وانتماءه للمؤسسة العسكرية السابقة وهل تعتقد ان الجيش سيدعمه على حسابكم؟ أولا، أنا مشغول جدا بالدرجة الأولى للاستعداد للجولة المقبلة وكيفية الحصول على أكبر قدر من الأصوات التي تؤهلني بالفوز بمنصب الرئيس. وأنا أحترم أي خصم ولا أقلل من قدراته وكفاءته ، رغم الاتهامات التي يتعرض لها، وكما ذكرت مرارا نحن الآن أمام اختيار بين من هو مع الثورة ومن هو ضدها وهذا قرار الشعب. • ما هي أولويات مرسي في حال فوزه بنتائج الانتخابات؟ بالطبع البدء في العمل الجاد لتحقيق مشروع النهضة الذي قدمناه الى الناخب المصري وحصلنا بموجبه على ثقته وتأييده ودعمه، وسرعة العمل على تخفيف معاناة الناس وتحقيق الأمن والاستقرار اللذين افتقدهما الشارع .