أظهرت عمليات إحصاء أصوات الناخبين المصريين في الانتخابات الرئاسية التي حصل عليها مرشحو الرئاسة المصرية، والتي قام بها تجمع "قضاة من أجل مصر، الذي تم تشكيله لمراقبة الانتخابات الرئاسية، ويرأسه المستشار زكريا عبدالعزيز رئيس نادي القضاة السابق. وقال المستشار وليد الشرابي، المتحدث الرسمي لحركة "قضاة من أجل مصر"أمس إن إجمالي عدد المقيدين بلغ 50.524.993 ناخبا، وبلغ عدد الحضور 23.025.610 ناخبا بنسبة مئوية 45.6%، وجاء عدد الأصوات الصحيحة 22.602.826 صوتا، أما عدد الأصوات الباطلة فبلغ 422.784 صوتا، وأكدت النتائج حصول الدكتور محمد مرسي مرشح حزب "الحرية والعدالة" على 5.602.547 صوتا بنسبة 24.8 %، والفريق أحمد شفيق على 5.404.121 صوتا بنسبة 23.9%، وحمدين صباحي على 4.634.506 صوتا بنسبة 20.5%، والدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح على 3.943.931 صوتا بنسبة 17.4%، وعمرو موسى على 2.532.267 صوتا بنسبة 11.2%. من جانبه أكد الفريق أحمد شفيق المرشح للرئاسة أنه لا يجد أية غضاضة في أن يكون رئيس وزراء مصر المقبل من حزب الحرية والعدالة الممثل للإخوان المسلمين، والحائز على الأغلبية البرلمانية، وذلك ما لم يكن هناك أي نص بالدستور يحول دون ذلك. ووجه شفيق الشكر للقوات المسلحة، مؤكدا أنها أدت ما عليها، و"هي حامية الحمى"، وأن صورة التعامل بين الدولة والقوات المسلحة سينظمها الدستور المقبل. وأشار إلى أنه سيتم إعطاء الفرصة للشباب لينالوا ما يجب من استحقاق عن الثورة، مشبها دورهم في أيام الثورة الأولي بالخرسانة التي كانت الأساس للثورة. واكد شفيق ان "مصر لن تعود الى الوراء" واعدا باعادة "ثمار الثورة الى مفجرها". وقال شفيق في مؤتمر صحافي في القاهرة "اتعهد الان ولكل المصريين، سنبدأ عصرا جديد لا عودة فيه للوراء، لن نعيد انتاج ما سبق" في اشارة الى النظام السابق. واشاد شفيق، الذي يتهمه معارضوه بانه من فلول النظام السابق ثورة 25 يناير 2011 التي اطاحت مبارك، بشباب الثورة وقال "لقد اختطفت منكم الثورة التي فجرتموها واتعهد بان اعيد ثمارها الى اياديكم". وعن إمكانية استعانته ببعض المرشحين للرئاسة الذين لم يحالفهم الحظ بالفوز كنواب له في حالة فوزه بالرئاسة قال شفيق: "أعتقد أن المجموعة الرئاسية التي ستتولى معاونة الرئيس أو الحكم لجانبه ستكون ممثلة لكل طوائف المجتمع"، وتساءل: طالما كانت هناك وفرة في العدد والتنوع فلماذا لا تكون هذه المجموعة شاملة لأكبر عدد من أطراف المجتمع؟ وأن يكون كل منهم ممثلا لطائفة دون تحزب، كأن يكون هناك بجواره مسئول مسيحي ومسئولة عن المرأة وآخر إسلامي وهكذا. وأشار إلى أن أي قرار سيصدر عن مؤسسة الرئاسة سيكون بعد مشاركة كاملة وإبداء الرأي لجميع الأطراف المعاونة، وأن الرئيس سيكون آخر المتحدثين باعتباره المنسق بين الآراء المطروحة، واستنكر شفيق ما يردده البعض من أن انتخابه رئيسا لمصر سيعيد إنتاج النظام السابق، واصفا هذا التعبير بأنه "عدائي" لا يقصد منه سوى الإساءة وأن العبرة ليست بإطلاق الصفات وإنما العمل. وأكد أن برنامجه الانتخابي المعلن يؤكد تحقيق أهداف الثورة في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، وأعرب عن أمله في أن تكون نتيجة الانتخابات فرصة طيبة لمصالحة وطنية كاملة بين الجميع. من ناحية اخرى أعلنت القوى الثورية في مصر التفافها حول مرشح حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين للرئاسة الدكتور محمد مرسي، كخيار أخير لإنقاذ الثورة ومنع إعادة إنتاج نظام مبارك عبر وصول شفيق إلى الحكم في جولة إعادة الانتخابات الرئاسية أمام مرسي في يونيو المقبل. وتحدثت القوى الثورية عن محاولة أخيرة لإنجاح الثورة عبر دعم مرشح الإخوان بشرط تعيين كل من مرشحي الرئاسة حمدين صباحي وعبد المنعم أبو الفتوح نائبين له حفاظا على الثورة، فيما اعترفت هذه القوى بأن ترشح صباحي وأبوالفتوح معا أفقد الثورة فرصة حصول مرشحها على الرئاسة. من جانبها أعلنت حملة الدكتور محمد مرسى الشكر لكل القوى السياسية التي وقفت خلف مرشحها في الانتخابات الرئاسية، وأنها تقبل ما أسفرت عنه الانتخابات، رغم وجود تجاوزات فيها. وقال المتحدث الإعلامي للحملة ياسر على "نحن في أمس الحاجة لنعيد نعمة التوحد من جديد حتى لا تسرق الثورة مشيرا إلى أن حزب الحرية والعدالة أطلق دعوة لكل القوى الوطنية والسياسية للاجتماع مع الدكتور محمد مرسى، والعمل على تجميع القوى الوطنية مرة أخرى، للتصدي لفلول الحزب الوطني البائد، ونحن نحترم كل المرشحين الوطنيين، ولذلك سنتبنى حوارا جادا مع الجميع للمِ الشمل مرة أخرى لأن هناك محاولات مستميتة لإعادة إنتاج النظام القديم، ولكن القوى الثورية التي أزاحت نظام مبارك، قادرة على إزاحة أزلامه وبقاياه، ولذلك يجب الوقوف على قدم واحدة في انتخابات الإعادة لتحقيق مصر الثورة. وأجرى مرسى اتصالات ومشاورات وعقد اجتماعا أمس مع عدد من مرشحي الرئاسة، ومع بعض الشخصيات السياسية والوطنية للتشاور والتنسيق حول أفضل السبل لمواجهة التحديات الكبيرة التي تواجه الوطن في المرحلة القريبة القادمة، وقال الدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة في مؤتمر صحفي بعد حصول مرسى على المركز الأول في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة، إن الاجتماع استهدف بشكل أساسي الاتفاق على عدة نقاط، وخطة عمل محددة تناسب تحديات الفترة القادمة، بما يحقق أهداف الثورة، ويقطع الطريق على من يريد سرقتها أو إعادة الزمن إلى الوراء، خاصة في ظل وجود ما وصفه بمحاولات لإعادة النظام القديم في "حُلة" جديدة. وحول المبادرات التي تدعو مرسى لتعيين كل من صباحي و أبو الفتوح نائبين في حالة فوزه بمنصب الرئاسة، قال العريان إننا تلقينا العديد من الاتصالات والمبادرات حول التصورات والمبادرات الخاصة بالمرحلة المقبلة، وهى رؤى محل قبول وترحيب مبدئي وتحت الدراسة الآن. وأضاف، أننا نتقاسم مع الجميع من الوطنيين والشرفاء أعباء العمل على بناء الوطن والوفاء بأعباء المرحلة المقبلة، وأعتقد أن شباب الثورة هم الأكثر حرصا على استكمالها وقطع الطريق على أي محاولات لإعادة النظام القديم. وعن رؤية مرسى للعلاقة مع الجيش حال فوزه بالرئاسة، أشار العريان إلى أن أحد أهداف الثورة أن يكون الجيش دائما في موقعه كتاج على رؤوس المصريين وأن يكون درعا للوطن، موضحا أننا نرى أنه يجب ألا ينغمس الجيش في أمور سياسية تؤثر على واجبه المقدس، وأن يظل بشكل عام بعيدا عن الانغماس فى السياسة، كما هو الحال لمؤسسة القضاء والشرطة والمؤسسات الدينية حتى لا نثقل هذه المؤسسات المهمة بما يؤثر على واجباتها الأساسية، مؤكدا أن المؤسسة العسكرية ستكون محل تقدير واحترام ومراعاة لجميع احتياجاتها. وأضاف العريان، أنه في حالة فوز الدكتور محمد مرسى بسباق رئاسة الجمهورية، فلن نأتي بنائب عسكري له، مشيرا إلى أن الجيش مكانه الطبيعي حماية حدود مصر الخارجية، ونحن نكن له كل احترام وتقدير. وقال العريان معلقا على المحافظات التي تعتبر معاقل لجماعة الإخوان المسلمين ونال فيها مرسي خسائر فادحة مثل مسقط رأسه محافظة الشرقية إن حملتنا وحملات المرشحين الآخرين يضعون النتائج تحت الفحص والدراسة العميقة والأماكن التي لم نحصل فيها على أصوات ستكون تحت الدراسة الكبيرة، ودراسة تفاصيل كل النتائج على مستوى القرى وكل صندوق لإيضاح مناطق ضعف الجماعة. من جانبه قدم الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح المرشح للرئاسة في بيان للشعب المصري الليلة قبل الماضية دعمه لمرسي قائلا: "إنني أتوجه ببالغ الشكر والتقدير لجموع الشعب المصري العظيم الذي يواصل خطواته لبناء مستقبله، وأخصّ من اختار مشروع "مصر القوية" في شخص مواطن بسيط مثلى وكذا من اختار زملائي المرشحين الأفاضل المعبرين عن روح الثورة"، وأضاف أبوالفتوح: "أُدرك جيدا أن الأمانة تقتضى أن تُواصل الملايين الأربعة عشر التي اختارتنا "هو وصباحي ومرسي" السير في نفس الطريق بجولة الانتخابات الثانية يومي 17 و18 يونيو القادم، طريق استكمال مطالب وأهداف الثورة، وأعلن أنني من الآن أبدأ اتصالات واجتماعات وحوارات بكل القوى الوطنية، وذلك لتجميع الجهود والأصوات لمواجهة النظام الفاسد، وتابع أبو الفتوح أننا سنسمو على خلافاتنا السياسية والحزبية، وسنعلى فقط المصلحة الوطنية، وسنبنى توافقا وطنيا ثوريا حول كل القضايا السياسية الراهنة، كما سنقف صفا واحدا ضد رموز الفساد والظلم والاستبداد. متظاهرون مصريون خلال تجمع تنديدا بالمرشح الرئاسي أحمد شفيق (أ.ب)