زادت سخونة الأجواء بعد المؤشرات الخاصة بانتخابات رئاسة الجمهورية في مصر، والتي تدل حتى الآن على أن هناك جولة إعادة ستجري بين مرشح حزب الحرية والعدالة ، المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي ، ورئيس الوزراء الأخير في عهد حسني مبارك أحمد شفيق. وتصاعدت الحرب الكلامية في مسعى لحشد الناخبين ومحاولة اجتذاب أصوات القوى الثورية وأسر شهداء ثورة 25 يناير ، وتعهد مرسي ردا على رسالة لوالدة أحد الشهداء تطالب بإعادة حقوق ابنها والشهداء الآخرين بإعادة حقوقهم وإعادة محاكمة قتلتهم وفى مقدمتهم الرئيس السابق حسني مبارك محاكمة ثورية . وأضاف مرسي: "أنا أب لهؤلاء الشهداء، وما قالته والدة الشهيد هو حزن على ابنها، مستشهدا بأن ثلاثة من المقربين إليه جدا تعرضوا للقتل في الثورة"، قائلا: إنه شخصيا اعتقل ليلة جمعة الغضب في 28 يناير 2011 ، وحق الشهداء يلاحقني حال فوزي بالرئاسة وحق الشهداء في رقبتي ، ولن يضيع هدرا"، متعهدا بإعادة فتح ملف الشهداء أمام القضاء. وتابع مرسي في لقاء تليفزيوني سأطلب إعادة محاكمة قتلة الثوار بأدلة حقيقية وواضحة، . من جانبه وجه الفريق أحمد شفيق، رئيس الوزراء الأسبق، والمرشح المحتمل أن يخوض جولة الإعادة أمام مرسي الشكر إلى الشعب المصري ، قائلاً: "أشكر كل مصري ومصرية منحني صوته، وأعد الناخبين بأن من حق الجميع أن يشارك في بناء الوطن " . وأكد شفيق في مؤتمر صحافي بمقر حملته الانتخابية أن الانتخابات الأخيرة لا مثيل لها ولم تكن لتتم لولا ثورة يناير، مشددا على دور القوات المسلحة المصرية التي قال إنها وعدت وأوفت. وشدد على أن مصر لن تعود إلى الوراء، ولا مكان لإعادة إنتاج النظام السابق، ولا يمكن لعقارب الزمن أن تعود للوراء، مؤكداً أن الشعب المصري سيستكمل كفاحه في المرحلة التالية من الانتخابات، مضيفا :" سعيت لأحقق لمصر ديمقراطية تعطشت إليها، وسنعمل وفق قانون يحترم حقوق الإنسان .. مصر للجميع ومن حق الجميع أن يشارك في بناء الوطن" . في السياق نفسه ، لم تنل دعوة المرشح الرئاسي عن جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي للم الشمل استجابة من أبرز المرشحين الخاسرين فى سباق الرئاسة عبدالمنعم أبو الفتوح وحمدين صباحي وقال أبو الفتوح إنه يفضل انتظار إعلان نتيجة الانتخابات رسميا ، فيما أعلن صباحي أنه لن يقبل أن يكون نائبا لأحد، ولن يشارك في أية مبادرة لتشكيل فريق رئاسي . وقال صباحي، في كلمة في مؤتمر جماهيري أمام مقر حملته الانتخابية في حي المهندسين بالجيزة : إن الانتخابات الرئاسية أثبتت أن الشعب المصري العظيم القائد والمعلم قادر على اختيار تواريخ تمثل الثورة بقدر كبير من الوعي والثقافة ، مشدداً على أن المؤشرات الأولية من الفرز وتجميع الأصوات باللجان الفرعية على مستوى الجمهورية أكدت أنه انتصر ومازال في المنافسة لخوض جولة الإعادة. وأكد أنه سيتخذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة والتقدم بطعون أمام اللجنة القضائية العليا المشرفة على الانتخابات الرئاسية للكشف عن جميع الانتهاكات والتجاوزات التي شهدتها الانتخابات من قبل حملات بعض المرشحين. ووجه صباحي التحية لكل من انتخبه، خاصة أهالي بورسعيد والإسكندرية والصعيد والقليوبية، مطالبا الجميع بضرورة التفاؤل والاطمئنان بأن مسيرة الثورة مستمرة. وأكد الدكتور محمد سليم العوا المرشح الخاسر، اعتذاره عن حضور الاجتماع التشاوري، الذي عقده الدكتور محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة ومرشح الرئاسة مساء أول من أمس مع مرشحي الرئاسة وأرجعه إلى ظروف شخصية طارئة. كان مرسي، أجرى اتصالات ومشاورات مع عدد من مرشحي الرئاسة، ومع بعض الشخصيات السياسية والوطنية لعقد الاجتماع بهدف التشاور والتنسيق حول أفضل السبل لمواجهة التحديات الكبيرة التي تواجه الوطن في المرحلة القريبة القادمة. في السياق ذاته ، أكد المستشار حاتم بجاتو، أمين عام اللجنة الرئاسية، أنه لا صحة لما تردد من أنباء عن أن لجنة الانتخابات الرئاسية أو أي من أعضائها أو أعضاء أمانتها قد صرح بأن حمدين صباحي سيخوض جولة الإعادة، كما أن اللجنة لم تعلن أية نتيجة، ولم تعلن الأصوات التي حصل عليها أي مرشح. وأضاف بجاتو، انه في حالة ما كانت هناك إعادة ومن سيخوضها، حال وجودها، سيتم تحديده بعد أن تنتهي اللجنة من تجميع وإحصاء النتائج المرسلة من اللجان العامة رسميا ، وشدد على أن كل ما ينسب للجنة هو محض شائعات . وبدأت اللجنة العليا أمس نظر 3 طعون مقدمة من الفريق أحمد شفيق وعمرو موسى ومحمد سليم العوا على نتيجة الانتخابات في بعض اللجان الفرعية، بسبب منع مندوبيهم من الدخول والسماح لآخرين بالحضور، فضلا عن بعض التجاوزات التي حدثت في أعمال الفرز والتصويت في المرحلة الأولى . واستدعت اللجنة أصحاب الطعون لإبداء دفوعهم ومرافعتهم في الطعون المقدمة منهم ضد نتيجة الانتخابات. وفى سياق متصل، نفى المستشار عمر سلامة، عضو الأمانة العامة للجنة العليا للانتخابات الرئاسية، صحة وصول بلاغ للجنة عن قيام 900 ألف مجند بالتصويت خلال الانتخابات ، موضحا أنه تم القبض على أمين شرطة بعد تصويته في إحدى اللجان، وفور معرفة رئيس اللجنة بأن هذا الأمين لا يحق له التصويت تم ضبطه وإحالته للنيابة.