حين تبدأ نسمات الهواء التي أدمنا انتظارها لزمن طويل بالانسياب علينا، ونحن نحمل بين أيدينا الكثير من الأحلام والتوقعات الكبيرة.. يبدأ غزو التساؤل. ترى كيف نستقبلها وننجح في احتوائها ونحن لا نملك أدني خبرة؟ وهل هي ذاتها التي حلمنا بلقائها حتى أقفرت أرواحنا؟ وهل تستحق حفرنا لها في ذاكرة الترقب والانتظار؟ قد يقتلنا الحماس الطفوليّ ونحن نركض باتجاهها ولا نعرف ما تحمله لنا، لكننا لا نلبث أن نتردد ونتوجس خيفة! هل تراها تحمل قطرات ندية تدغدغ وجناتنا برقة؟ أم أنها تمتلئ بالحصى التي ستجرحنا وتدمي جباهنا؟ لكننا وبالرغم من توجسنا، ولسبب نجهله.. نندفع لنحتويها ونكشف عنها غطاءها ونعيشها ونتغلغل في أعمق نقطة فيها، فنحلق معها بغبطة ونقفز حولها بفرح ونحن نصرخ «وأخيراً»! لكن ماذا بعد تلك الصرخة؟ في تصوري أن ما سيحدث هو أحد أمرين! إما أن يستمر مسلسل الفرح لآخر لحظة في حياتنا، وإما أن تأخذ تلك النسمات بالسكون شيئاً فشيئاً حتى تختفي تماماً وكأنها لم تكن! تاركة خلفها ذكري فرح وتساؤل مزعج ينقر رؤوسنا قائلاً: لماذا رحلت عنا نسمات أمانينا بعد أن أقبلت بعد طول انتظار؟! الواقع يقول بأننا كثيراً ما نغفل ونحن نبحر في سفينة الأحلام وننتظر على شواطئ الأمل حيناً بعد حين، نغفل عن مدى أهمية تلك الأحلام والأهداف التي نتعطش لتحقيقها في حياتنا! وهل تستحق فعلاً كل هذا السعي والتخطيط والصبر والتعب ولحظات اليأس والغضب؟ وهل بتحقيقها نصل إلى مبتغى آخر أم أنها كل المبتغى؟ وهل أصبنا في اختيارها أم أننا كالفراشات التي تحوم حول النار حتى تحترق؟! أخيراً أقول.. تأن في اختيار أهدافك وفكر بعمق، ولا تسمح لوميض أحلامك أن يسرق منك جمال ما تملك، واسأل نفسك قبل أن تشمر عن ساعديك في رحلتك نحو النجاح: هل تستحقني هذه الأحلام؟ [email protected]