استغرق جهاد النبي صلى الله عليه وسلم في غزواته كافة سبع سنين بعد الهجرة من مكةالمكرمة إلى المدينةالمنورة، فقد خرج إلى غزوة ودان وهي أول غزوة قادها النبي صلى الله عليه وسلم في شهر صفر من السنة الثانية للهجرة، وكانت غزوة تبوك وهي آخر غزواته عليه الصلاة والسلام في رجب من السنة التاسعة الهجرية. يقول الدكتور مسعد بن عيد العطوي الاكاديمي وعضو مجلس الشورى السابق، ان رسولنا الكريم عندما قدم إلى تبوك صلى في عدد من المساجد ومنها : مسجد التوبة ومسجد بثنية مدران ، ومسجد ومسجد الزراب وكان السابقون يسمونه (مسجد الصحابة) ومسجد الرسول، وكذلك مسجد عين الأخضر، ومسجد سمنة ومسجد شق تارا. واستطرد يقول «كثيرة هي الاراء التي تبحث في الطرقات والدروب التي سلكها الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهو متجها الى تبوك قادما من المدينةالمنورة، ويظن اصحاب الرحلات الذين دونوها ان طريق المحمل وطريق السكة الحديدية هي التي اتى منها الرسول، لكنهم حين يصطدمون بمسميات مساجد الرسول لا يعثرون على الدليل، ولا على المسميات، ولذلك يظنون ان هذه الاسماء قد تغيرت، وان المساجد اندثرت معالمها، لان المحمل يمر بالطريق الشرقي. ويرجح الدكتور العطوي ان يكون الرسول صلى الله عليه وسلم سلك الطريق الاول طريق (المدراه). وأضاف لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم أن الظروف التي يمر بها الجيش صعبة، وأن الأيام أيام شديدة الحر ومثقلة بالقحط وكان عددهم 30 ألفا تقريبا. وعسكر النبي صلى الله عليه وسلم بجيشه في ثنية الوداع وكان الحر شديدا للغاية ، حيث عانى المسلمون من قلة الماء والزاد وامضوا في تبوك قرابة العشرين يوما، ولكن لم يجدوا هناك أحدا من الروم، الذين رجعوا من حيث أتوا ، حينما علموا بمسير جيش الرسول وأصحابه، فكان الانتصار دون مواجهة ثم عاد الرسول وجيشه الى المدينةالمنورة، ولا زالت تبوك تعيش على تلك الذكرى العطرة، تسترجع ذكريات النور والانتصار في مجيء جيش الرسول وصحابته الكرام حيث العين المباركة. وعن غزوة تبوك يحدثنا الدكتور عويض بن حمود العطوي الباحث والأكاديمي والداعية المعروف، بقوله: إن غزوة تبوك من أعظم الغزوات في العهد النبوي، من حيث حجم الجيش، وأنها شملت مساحة كبيرة من النص القراني، موازنة بغيرها من الغزوات، حيث كادت تفرد لها سورة التوبة، ويضيف، ان بعض آيات القرآن الكريم، نزلت حال وجود النبي صلى الله عليه وسلم في تبوك. ويقول الدكتور عويض: ان تلك الغزوة قيل فيها الكثير من الحكم، والكثير من الاشعار، ولابد من جمعها ولابد لنا من دراستها من خلال النص القرآني الواصف، حيث لها دلالتها الزمانية والمكانية.