درجت عمالة وافدة على الوقوف أمام بوابات مركز الفحص الدوري في حي العمرة شمالي مكةالمكرمة، وتعتمد السيارات الخارجة من المركز والتي فشلت في الفحص لاصطيادها، مستغلين حاجة السائق في إصلاح «مزيف» لما هو تالف في المركبة ليعود مرة أخرى قبل انتهاء المدة. ودفع جشع تلك العمالة إلى نشوب خلافات يومية واشتباكات بالأيدي فيما بينهم لخطف الزبائن وجذب المركبة إلى محله الخاص وعرض كل منهم إغراءات تفوق عن الآخر من أجل كسب الزبون. «عكاظ» ومن خلال جولة ميدانية رصدت تلك التجاوزات، حيث ذكر عبدالرحمن الجابري أن سائق المركبة يتقدم إلى الفحص الدوري لفحص مركبته ولكن حين يتضح أن هناك عطلا في المركبة يضطر إلى الخروج لإصلاح هذا العطل والعودة مرة أخرى ليكمل فحص المركبة، مشيرا إلى أن السائق عند خروجه من بوابة الفحص الدوري يتفاجأ بالكم الهائل من العمالة الوافدة التي تحاول كسب الزبون من أجل إصلاح المركبة، حتى أن بعضهم تصل بهم الأوضاع إلى الشجار، مضيفا أن انعدام الرقابة على هذه المحلات فتح للعمالة الوافدة أبواب التلاعب في الأسعار بشكل هائل. وقال وليد عبدالخالق إنه تقدم إلى الفحص الدوري ولكنه فشل في المرة الأولى بسبب عطل في إضاءة المركبة وقام بالخروج من أجل إصلاحه ولكنه تفاجأ بعامل وافد يطلب منه مبلغا طائلا لإصلاح هذا العطل، مشيرا إلى أنه عند سماع هذا المبلغ ظن أن العطل يحتاج إلى جهد كبير الأمر الذي دعاه إلى الموافقة في إصلاح المركبة ولكنه بعد دقائق معدودة فقط أبلغه العامل بالانتهاء وأن المركبة جاهزة. وأشار إلى أنه طلب منه إخباره عن العطل في البداية، لكنه رفض، «وحين أبلغته بأنني سوف اقتص من المبلغ سارع في إخباري أن هناك كبسا كان مفصولا وأنه أوصله فقط، وطلب العامل على ذلك 70 ريالا». ووافقه الرأي ناصر البكر في أن هناك تلاعبا واضحا وصريحا في الأسعار واستغلالها من قبل العمالة الوافدة لتأكدهم من قبل سائق المركبة بأنه سيدفع المطلوب دون أي جدال لحاجته الماسة لإصلاح المركبة. وأوضح مدير إدارة الفحص الدوري في مكةالمكرمة عبدالكريم الحمد، أنه لا بد من تثقيف قائدي المركبات وتعزيز الجانب الثقافي الخاص بسلامة مركباتهم والاهتمام بصيانتها ورفع مستوى سلامتها، وعن كثرة المركبات التي تجوب الشوارع وقد مهرت بختم الفحص الدوري وهي تفتقر إلى قواعد السلامة المرورية، قال بأن هناك جهات تشارك الفحص الدوري للتأكد من إخراج مركبات سليمة يستطيع السائق قيادتها بطمأنينة، وطالب بتكاتف جهود الجميع. وأعرب في الوقت نفسه عن ما يحاك في دهاليز الورش المجاورة للفحص الدوري من ممارسات خارجة عن كل الأعراف وقوانين السلامة المرورية العالمية، حيث يتم في رابعة النهار قص وتلحيم أجزاء المركبات وتزييف القطع، ناهيك عن الورش التي يديرها متخلفون، محملا كامل المسؤوليه لغياب الجهات الرقابية المعنية على تلك الورش فكيف يسمح بمزاولة رعاة أغنام ومجهولين أعمالا على أبواب ومنافذ الفحص الدوري دون أي رادع. من جهته، أوضح الناطق الإعلامي للجوازات في العاصمة المقدسة المقدم محمد الحسين، أن اختصاص الجوازات هو البحث عن العمالة التي تعمل في مهنة غير مخصصة لها أو تعمل لدى الغير بطرق غير نظامية وإلقاء القبض عليهم، مشيرا إلى أن الجوازات تقوم بتنشيط حملات تفتيشية مع جهات حكومية أخرى على العديد من المواقع للكشف عن العمالة غير النظامية وإلقاء القبض عليهم وإجراء كافة الأنظمة حيالهم.