«استسمحوا الوجوه» هكذا أوصانا شفيع الأمة ، وهكذا نستحضر هذا الحديث الشريف في كل مرة يطل فيها الشيخ صالح الحصين مبتسما تشع من محياه هالات الزهد والورع. من أقوال الحصين الخالدة : «بعد أن أصبحت وزيراً انتظرت قليلاً حتى أتممت 20 سنة خدمة، وهي الحد الأدنى للسن التقاعدي، فوجدت حينها أن راتبي قد أصبح 10.000 ريال وأني إذا تقاعدت سأحصل على 5000 ريال وهو مبلغ كاف لأن يوفر لي حياة في منتهى الرفاهية ! ماذا سأعمل بما يزيد على هذه ال 5000 ريال لو انتظرت» ،وهنا يتجلى الزهد في أبهى صوره في شخصية الحصين المولود في محافظة شقراء عام 1351 ه. كما أن شخصيته الزاهدة تتجلى بوضوح في مطالبته لأكثر من مرة بإعفائه من منصبه كرئيس لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ، ليصدر الأمر الملكي أمس بالموافقة . وبذلك يترجل الحصين عن المنصب ترجل الفارس الذي خدم دينه ووطنه وترك بصماته الواضحة تشير إلى أن هناك شخصا استثنائيا شغل هذا المنصب المهم. الحصين الذي درس في الطائف ومكة والقاهرة اهتم بشؤون الفكر الإسلامي في مجال الاقتصاد والتشريع وقدم العديد من البحوث المهمة وسعى لخدمة دينه ليحصد جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام. تواضعه الجم وشخصيته البسيطة وفكره الوسطي جعله محل احترام الجميع لذا اختاره خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رئيسا لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني.