للأسف الشديد.. أصبح الذي يقول الحق ويصدح به إنسانا غريبا في قومه وبين صحبه، موصوفا بصفات غير حسنة في معانيها فقد يوصف بأنه أهوج أو أحمق أو ساذج أو غير جدير بالثقة أو الصحبة، ولذلك فإن معظم الناس باتوا يرون الباطل صائلا فلا يقفون في وجهه ويرون الحق مهانا فلا يدافعون عنه، وهم يظنون أن ذلك نوع من الحصافة الذكاء، ويدعمون مواقفهم الانتهازية الرخيصة بأمثال أكثر رخصا كقولهم: اليد التي لا تستطيع أن تدوسها فقم وقبلها أو باللهجة الدارجة «بوسها» وهو مثال في أدنى درجات الانحطاط ولكن كثيرا من الناس يستشهدون به ويطبقونه في حياتهم وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا! وسمعت ذات يوم حديثا إذاعيا يدور حول وجوب قول كلمة الحق، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: «لا يحقرن أحدكم نفسه» فقالوا: يارسول الله، كيف يحقر أحدنا نفسه، فقال عليه الصلاة والسلام يرى أمرا لله عليه فيه مقال، ثم لا يقول فيه، فيقول الله عز وجل له يوم القيامة ما منعك أن تقول كذا وكذا؟ فيقول خشية الناس، فيقول: فإياي كنت أحق أن تخشى. ومثل هذا الحديث الشريف وغيره من الأحاديث يمر عليها بعض الناس ويقرأونها، أو يسمعونها ثم يعرضون عنها، باحثين عن مصالح دنيوية! فإن كنا من هؤلاء القوم فعلينا مراجعة أنفسنا قبل اليوم الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، وإن لم نكن منهم فالحمد لله رب العالمين. الجوانب الإنسانية لغازي القصيبي أهداني الأديب الأريب الأستاذ حمد القاضي نسخة من كتابه الجديد: (قراءة في جوانب الراحل الدكتور غازي القصيبي الإنسانية)، وقد اختار المؤلف هذا الجانب من حياة القصيبي لأن الجوانب الأخرى معروفة لدى الناس من حيث كونه وزيرا وسفيرا وأديبا وشاعرا كبيرا، ثم جاء بالعديد من أبيات القصيبي التي تجسد الجانب الإنساني منه، ومنها قوله على لسان ابنته: أهكذا تهجرنا يا أبي .. لزحمة الشغل وللمكتب فيكون رده عليها بقوله: من أجل يارا ورفيقاتها.. أولع بالشغل فلا تعتبي أشكر للأستاذ القدير حمد القاضي هديته اللطيفة. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة