عند سفري إلى مدينة بورنموث في المملكة المتحدة (بريطانيا) لتأسيس لغتي الإنجليزية. تساءلت مع نفسي كيف سيكون منزل العائلة الذي سأعيش فيه، هل هو فندق داخل معسكر حربي متوفر بها وسائل الرفاهية على مستوى خمس نجوم؟ في ذاك الوقت كان يجب علي أن أعتمد على نفسي في الدراسة وفي كل الأمور بلا استثناء سواء في المواصلات العامة، أو الترتيب المنزلي في منزل العائلة التي كنت أسكن فيها، وإعداد وجبات الطعام في الإجازة الأسبوعية لأن أسعار الوجبات في المطاعم كانت غالية، ولا يوجد خادمة خاصة كي تغسل وتكوي وتنظف الحمام أكرمكم الله، والالتزام في الوقت والدراسة والاقتصاد المالي. كان والدي حفظه الله يعطيني في الأسبوع 80 جنيها إسترلينيا مصروف الجيب فقط. حين أطلب منه زيادة يقول لي (ما في غيرها). رضيت بها حيث إنني أعمل حسابي على استعمال الباص العام، قيمة السندوتش في كفتيريا المدرسة وهكذا. كنت أحسب كل بنس في مصاريفي لكي أصرف ال80 جنيها في مكانها. وكانت ال 80 جنيها تكفي لمصاريف الجيب الحمدلله ولكن كانت نظرتي خاطئة أنها لن تكفي. وهو درس في علم الصرف المالي وكيف الشخص يدبر نفسه ولا يبذر. والآن، أكمل درجة الماجستير ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي المرحلة الخامسة. هنا لازلت في معسكر خمس نجوم ولكن الأمر أصعب لأن يوجد مسؤولية إيجار السكن وفواتير الكهرباء والبنزين وغير ذلك. أنني أنصح زملائي المبتعثين في جميع أنحاء العالم (خاصة العزابية) بأن يعتمدوا على أنفسهم في جميع المسؤوليات الشخصية باستمتاع وليست بالكراهية ويقتصدوا في مصاريفهم الشهرية بشراء مستلزمات البيت بدلا من الاعتماد على أكل السوق مثلا. * جامعة كلارك - ماجستير في مهارات الاتصال البشري تخصص الموارد البشرية ويستر، ولاية ماساشيوستس الولاياتالمتحدة الأمريكية