وسعد العثمان في هذا اللقاء يفتح قلبه ل «اليوم»، كاشفا عن أسرار كثيرة خلال خدمته في إمارة المنطقة الشرقية والتحديات التي واجهته في عمله حتى التقاعد، كما تحدث عن طفولته وأفراد أسرته وتناول سيرة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية، والجهود التي بذلها سموه طوال هذه السنوات وما زال لتنتقل المنطقة كل هذه النقلات التنموية التي أشاد بها الجميع. دعنا نبدأ حوارنا معكم عن البدايات عن الطفولة عن التعليم؟ أولا هذه لفتة كريمة من جريدة «اليوم» وحرصها على إجراء هذا الحوار الذي يشير إلى شمولية هذه المطبوعة وتواصلها مع المسؤولين كافة سواء من كانوا في مناصبهم أو سابقين، كما أعبر عن إعجابي الشديد بالتطوير الذي أصابها مؤخرا وجعلها في واجهة الصحف السعودية، وعن النشأة في الطفولة فكانت في الدرعية مع والدي اللذين لم يكن لهما أولاد غيري ودرست المرحلة الابتدائية حتى الصف الخامس الابتدائية ثم انتقلت بعد ذلك مع والدي إلى الرياض حيث حصلت على الشهادة الابتدائية من مدرسة الحزم عام 1379ه وبعدها دخلت معهد المعلمين الذي كان يقبل في تلك الأيام الحاصلين على الشهادة الابتدائية ودرست فيه 3 سنوات وأصبحت مدرسا وعمري 17 سنة ثم الشهادة المتوسطة واختزالها في عام دراسي واحد بفضل التحفيز الذي حصلت عليه من الوالد ثم التحقت بمدرسة اليمامة الثانوية الليلية وأنا على رأس العمل ثم التحقت بجامعة الملك سعود منتسبا وأنا على رأس العمل في وزارة الداخلية وكان مدير الجامعة في هذا الوقت عبدالعزيز الخويطر وزير الدولة الذي كان يشدد على الطلاب المنتسبين لحرصه على إيجاد خريجين على كفاءة عالية لدرجة أنني أتذكر أن 7 طلاب فقط وأنا كنت احدهم هم الذين نجحوا في احد الاختبارات الخاصة بكلية التجارة من اصل 100 طالب والحمد لله تخرجت في هذه الكلية. لعلك كنت تخطط لأن تكون تاجرا، فهل هذا صحيح؟ لا.. لا، فقط كان المتاح كليتين الآداب أو التجارة وكانت التجارة قسمين إما أن تكون في الأعمال ومحاسبة او اقتصاد، ولم أكن ارغب في كلية الآداب. وبعدها تقدمت إلى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ورجوته مساعدتي على الابتعاث للخارج وذلك في العام 1391ه ووافق سموه وسافرت وأكملت دراستي في الخارج وكنت حريصا على الجد والاجتهاد لإثبات الذات واحمد الله انه وفقني إلى ما كنت اطمح إليه واحلم به عائدا إلى وطني حاملا الشهادة العليا وكنا حوالي 25 طالبا سعوديا ندرس الماجستير في امريكا وجميع هؤلاء وصلوا في مناصبهم إلى درجة وكيل وزارة عندما عادوا إلى ارض الوطن، وأحب أن أوصي أبنائي ان اقصر الطرق للوصول للمناصب هو العلم والتحصيل كذلك الاجتهاد في العمل. من هذا المنطلق، كيف ترى جودة التدريس في مراحل التعليم المختلفة خاصة المتوسطة والثانوية مقارنة بما هو حادث حاليا؟ لا شك ان التعليم مهم جدا لايجاد اجيال متعلمة ومثقفة تفيد البلاد، وقبل التعليم يتحقق التوفيق بتقوى الله قبل كل شيء وهي رسالة لكل إنسان بتقوى الله في كل شيء والاجتهاد سواء في التعليم أو العمل يحقق للإنسان ما يسعى إليه من أمنيات وهذا ما حرصت عليه في حياتي الدراسية والعملية، وما أخطأت فيه أنني استعجلت في الدراسة عندما حصلت على الماجستير وتعلم اللغة في عامين فقط وهذا الاستعجال كان على حساب تعلم اللغة وأوصي أبنائي المبتعثين بتعلم اللغة الانجليزية بطريقة متقنة، وأرى أن التعليم القديم كان محدودا بإمكانات معينة وظروف خاصة وكان عدد المتعلمين سابقا قلة اما التعليم الآن فقضيته في الكثرة، وهذه الكثرة أثرت على جودة التعليم وارى أن العنصر الأهم في العملية التربوية هو المعلم الذي يجب ان يؤهل للقيام بمهام عمله وإخراج جيل مثقف وواع ومدرك لما هو مطلوب منه. بم تنصح الشباب في بداية حياتهم من خلال التعليم؟ كنت أقول للأستاذ صالح السالم في ذلك الوقت عام 1394ه انهم اخذوا كل شيء «الأراضي والمنح» ولم يتبق لنا نحن الشباب أي شيء فقال: «إن بلادنا بلاد خير وهي مقبلة على طفرة ونعيم وما عليك الا الاجتهاد فنصيحتي لكل الشباب في بداية حياتهم أن يقتصدوا في نفقاتهم الشخصية وان يخططوا جيدا لحياتهم». كيف كانت حياتكم في الدرعية؟ كلمة حق يجب ان اذكرها في حق أسرتي التي وقفت بجانبي ودعمتني في حياتي فأنا من أسرة مستورة الحال وكنا نعيش في بحبوحة من العيش، وكان لدينا منزل نعيش فيه وآخر نؤجره وذهبنا في يوم من الأيام للسلام على احد أقاربنا الذي كان يسكن منزلا فخما في حي الوشام شدني إليه بشكل كبير فقررت وأخذت عهدا على نفسي اني لا أسافر حتى يكون عندي «فيلا» وسيارة «مرسيدس» وأضمرت هذا بأن يكون لدينا مثل هذا المنزل واستطعنا جمع وتوفير مبلغ 20 ألف ريال عام 1387ه واشترينا أرضا وبعنا البيتين ب64 ألفا وبنينا عليها الفيلا كلفتنا 80 ألف ريال وسكنا هذه الفيلا عام 1388ه
«الفيلا» وتحققت، فكيف تحصلت على «المرسيدس»؟ - أعطيت الشركة 5000 ريال والباقي تقسيط وأصبح عندي فيلا وسيارة وكأننا من الأغنياء وهذه القصة احكيها لكم لأثبت أن الإنسان عندما يرغب أن يحقق امرأ ويستعين بالله فلا بد ان يصل إلى ما يبتغيه وأتذكر أن هذه الفيلا بعتها بمليون و300 ألف ريال. وكيف كان الوضع الاقتصادي والاجتماعي في منطقة الدرعية التي نشأت فيها؟ الدرعية منطقة متوسطة الحال فلم يكن فيها سوى ثري واحد اما الغالبية العظمى من سكان المنطقة فمتوسطو ومستورو الحال، ووالدي كان حريصا على ان يوفر لنا معيشة جيدة بعيدا عن الاقتراض من الآخرين مدركا المثل «الدين هم بالليل وذل بالنهار». جميل جدا العمل الحكومي.. فكيف تدرجت؟ عملت مدرسا كما قلت سابقا في الرياض ثم انتقلت إلى وزارة الداخلية وتدرجت في المناصب والمراكز وكنت اطمح في الوصول إلى مركز مرموق كأن أكون أميرا للطائف أو وكيلا لإمارة المنطقة الشرقية وبحكم حصولي على شهادة الماجستير حصلت على المرتبة الثامنة في وزارة الداخلية وكلفوني بعمل في الاتصالات على وظيفة مرتبتها ال 8 وذهبت للأمير نايف بن عبدالعزيز وأخبرت سموه عن الإمكانات والخبرات التي أمتلكها وأني استحق هذه المرتبة وجاءني التشريف من سموه حيث اخبرني الدكتور عبدالعزيز الخويطر الذي كان وزيرا للمعارف آنذاك بان الأمير نايف يشيد بي ويثق في قدراتي ورفعني من الدرجة الثامنة إلى الحادية عشرة أثناء جلسة مجلس الوزراء. كلامك يشير إلى بساطة في التعامل مع المسؤولين.. فإلي أي حد يصدق ذلك؟ أتفق معك فيما ذهبت إليه وهنا أتذكر مقولة لأحد الكتاب ذكر فيها أن الحكم في المملكة ابوي بين المواطن وولي الأمر بعيدا عن المسميات التي نسمع عنها من ديمقراطي أو دستوري أو غير ذلك من مسميات سياسية وهذا الحكم يتناسب مع المملكة وشعبها الطيب. ولو نظرنا إلى قادة المملكة وملوكها الذين تولوا سدة الحكم في البلاد يحرصون على ان يكونوا قريبين من الشعب في صورة بسيطة بعيدة عن المبالغة أو الرسميات، ويكفي ان يكون بابهم مفتوحا طوال الوقت.
وماذا عن طبيعة عملك في الاتصالات الخاصة؟ نعم كنت اعمل في الاتصالات الخاصة وكان ينطبق عليها ديوان المراقبة وكانت توجد شركة تتولى الإسكان نظير مبالغ سنوية تحصل عليها فذهبت للأمير نايف بن عبدالعزيز وطلبت منه ان يمنحنا ما كانت تناله هذه الشركة في عام ونقوم نحن ببناء مساكن فرحب سموه بالفكرة خاصة أننا سنبني فيلا دائمة وأنشأنا فيلا قائمة حتى الآن وجاءتني شركة طلبت مني ان اساعدها في الحصول على ترسية المناقصة عليها مقابل الحصول على فيلا وسيارة على سبيل الرشوة ورغم انني متخرج حديثا وفي حاجة إلى أي أموال إلا أنني رفضت أن أفرط في مبادئي وما أؤمن به. وماذا حدث بعد رفضك لرشوة الفيلا والسيارة؟ أحمد الله ان وفقني بتربية صالحة ومبادئ ثابتة لم أحد عنها جعلتني ارفض رشوة السيارة والفيلا وقد عوضني الله عن هذا الرفض بأن أمر الأمير نايف بن عبدالعزيز ببناء فيلا لي ضمن سكن الوزارة وبصرف سيارة أعيدت بعد انتقالي إلى المنطقة الشرقية. حدثنا أكثر عن تأثرك بالوالد وكيفية تعامله معك؟ والدي يرحمه الله علمني أشياء كثيرة وعلى رأسها تقوى الله والعمل الجاد في السر والعلن وكان رجلا منفتحا ومثقفا إلى أبعد حد علمني كيف أصلي وكيف أحافظ على الصلاة في كل الأوقات والظروف وكان والدي كريما للغاية لا يبخل علينا بأي شيء كان يعطي أمي كل الراتب ويمنحها الحرية الكاملة في الإنفاق على المنزل وكان والدي يعمل مع الملك عبدالعزيز ثم انتقل للعمل بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكان راتبه 475 ريالا على المرتبة الثانية واقترحت أمي أن اتجه إلى تعليم يؤهلني للعمل المبكر من اجل الحصول على وظيفة تساعدني في توفير نفقاتي ومن هنا التحقت بمعهد المعلمين واشتريت بمكافأة أول شهر دراجة اذهب بها للمعهد وأتذكر موقفا لامي لا أنساه عندما أصرت علي أن أنجب أولا قبل أن أسافر للخارج للدراسة ورزقت بثلاثة من الأبناء والبنات ولله الحمد.
هناك من يرى أن سعودة التعليم اضرت به كثيرا ومن بينهم الدكتور عبدالعزيز الدخيل فما رأيك؟ في السابق كان يأتينا نخبة من المعلمين المصريين الأكفاء والمهرة في أداء عملهم هؤلاء المعلمون تركوا العمل في المدارس السعودية وحل بديلا عنهم مدرسون من دول عربية أخرى مثل السودان وفلسطين والأردن فحدثت فجوة في التعليم وهبوط حاد في المستوى العام للمدارس إلى الآن. وهل تؤيد الاستعانة مرة أخرى بالمعلمين من الدول العربية؟ ليس بهذه الصورة ولكن دعني أؤكد لك أننا كسعوديين ليس لنا عذر في ضعف المستوى الذي نشهده حاليا في التعليم، يجب أن نضع في الاعتبار ان التعليم هو أساس تقدم الدول ورفعتها وازدهارها والحل حاليا هو إعادة ثقل المعلمين وتدريبهم على القيام بأدوارهم التربوية والتعليمية، لماذا نأتي بالكفاءات من الخارج والمواطن السعودي قادر على إثبات ذاته وقادر على النجاح في أي مجال، شريطة أن يجد الأرضية الصالحة والبيئة المناسبة للإبداع. دعنا ننتقل إلى عملك وكيلا للمنطقة الشرقية.. كيف تم هذا الأمر؟ قبل مجيئي إلى المنطقة الشرقية كنت في مجلس الأمن الوطني، وجئت إلى المنطقة الشرقية ضمن فريق عمل عام في 1405ه بهدف المساهمة في تطوير العمل بالإمارة وصاحب السمو الملكي الأمير احمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية هو من أشار بتعييني في منصب وكيل الإمارة وبتوصية من رئيسي في المجلس الوطني عبدالعزيز صالح السالم، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد تم تعيينه في هذا العام أميرا للمنطقة الشرقية، وكان هدف فريق العمل هو تطوير أداء الإمارة التي كان عملها تقليديا في ذاك الوقت وكانت الإمارة تنفذ التعليمات بحذافيرها دون ان يكون لها طموحات، إلى أن جاء الأمير محمد بن فهد لتولي القيادة فيها، فأحدث بها نقلة تطويرية عملاقة، وركز على موضوع التنمية التعليمية والاقتصادية، وصارت الإمارة عبارة عن خلية نحل من النشاط لتنهض بالمنطقة الشرقية كلها، وتوليت وكالة المنطقة الشرقية من عام 1405ه الى عام 1427ه أي 22 عاما، واعترف أنها فترة طويلة جدا، كنت أخاف أن يمل مواطنو المنطقة من وجودي في هذا المركز فقررت أن أخرج من منصبي في أوج نشاطي وعملي. من هي ابرز الشخصيات التي احتككت بها عن قرب وأثرت فيك؟ سمو الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة رئيسي في العمل وأستاذي ومعلمي وقدوتي، فهذا الرجل لديه مزايا عظيمة جدا ويمتلك بعد نظر ورؤية ثاقبة وحكمة كبيرة وتأنيا في اتخاذ القرارات التي كان يدرسها بروية قبل إقرارها. وماذا عن اللقاء الأول بالأمير محمد بن فهد؟ عند اللقاء الأول بالأمير «حفظه الله» أتذكر حديثا جانبي بيني وبين إبراهيم العواجي الذي أكد لي أنني محظوظ بهذا الأمير الذي يمنح الفرصة للمسؤولين معه للعمل والإبداع تحت إشرافه، بعكس المسؤولين الآخرين الذين قد يحدون من انطلاقة الموظفين معهم برسم حدود وصلاحيات لا يتجاوزنها، وكان سمو الأمير يسمح لي بأمور كثيرة طالما في صالح العمل. يقال إن سعد العثمان كانت له صلاحيات أكثر من مسماه الوظيفي هل هذا صحيح؟ نعم هذا صحيح لأنه بفضل الله ثم بفضل الأمير محمد كان يعطيني الضوء الأخضر وأنا لم أتجاوز الخطوط الحمراء مطلقا وأهم شيء ان لا يكون للمسؤول أهداف شخصية وتكون نيته سليمة وأنا لم أتجاوز الخطوط الحمراء. ما أهم التحديات التي واجهتكم أثناء عملكم في إمارة المنطقة الشرقية؟ أهم التحديات التي واجهتها أثناء عملي في إمارة الشرقية احتلال القوات العراقية لدولة الكويت، وكنت أصلي الفجر وعند خروجي من المسجد، وجدت الأمير محمد بن فهد يتصل بي، ويخبرني بخبر الاحتلال فحاولت أن اقلل من الصدمة إلا أن سموه أكد لي الخبر وقال لي إن الملك فهد -يرحمه الله- أمره بالتوجه إلى مدينة الخفجي لاستقبال أمير الكويت هناك بعد أن دخلت القوات العراقية الكويت، وأمرني سموه بالتوجه إلى القصر الملكي بالدمام وإعداده وتجهيزه، لاستضافة العائلة الكويتية الحاكمة بالدمام، وتم تجهيزه بمستلزمات متكاملة في المنطقة الشرقية لاستضافة الكويتيين حكومة وشعبا، وهذا يشير إلى بعد نظر الملك فهد الذي أمر أيضا ببناء عيادة صحية في قصر الخليج تكون في خدمة الأسرة المالكة الكويتية، رغم وجود عدد من المستشفيات الحكومية والأهلية في المنطقة وسجل التاريخ للمملكة استقبالا حافلا من السعوديين لأشقائهم الكويتيين في هذا الظرف الطارئ، إلى أن انتهت الأزمة على خير، وعاد الكويتيون إلى ديارهم سالمين. كيف تعاملتم مع شركات توظيف الأموال التي أضاعت أموال المواطنين حيث كان المشهد أمام أعينكم؟ الناس غايتهم لا تدرك، لان الغالبية العظمى منهم كانوا يشعرون بأن هذه الشركات غير صادقة ولا تتمتع بالشفافية الكافية، وعندما حاولنا ان نتدخل في البدايات، وجدنا نوعا من الاستياء من المواطنين الذين يرغبون في توظيف أموالهم وكسب أرباح من ورائها، فأمر هذه الشركات ليس مرتبطا بالإمارة، وإنما هناك وزارة المالية ووزارة التجارة، وأحوال هذه الشركات تثير الشك والريبة لأنها تسير على طريقة غير سليمة بأخذ أموال هؤلاء وإعطائها إلى هؤلاء دون وجه حق ودعني أؤكد على أهمية محاربة أي فساد مالي في البلاد والضرب بيد على كل من تسول له نفسه التلاعب بمصالح الناس وولاة الأمر حريصون كل الحرص على تنقية البلاد من أي مفسد وحريصون أكثر على ازدهار هذه البلاد ومحاسبة كل المقصرين الذين يتهاونون في أعمالهم أو يسمحون لأنفسهم بتجاوز الأنظمة والتشريعات فنحن مؤهلون كما قال الأمير خالد الفيصل أن نكون من العالم الأول وليس الثالث ولا يتم إلا بالاجتهاد والعمل الجاد وحب الوطن والحرص على الإخلاص له بانجاز الأعمال.. كلفت بالعمل في محافظة الأحساء لمدة عام كيف كانت هذه التجربة؟ كانت من أجمل الأيام وقد سعدت بالعمل مع تلك الطاقات الشابة وشرفت بالعمل مع وجهاء المجتمع الأحسائى وكان لهم الرغبة في البقاء معهم حيث كانت تجربة ثرية استفدت منها كثيرا في تغيير بيئة العمل والتواصل مع فئات من المجتمع السعودي ذي الثقافات المختلفة كلها تعشق الوطن. وماذا تختزن ذاكرتك للأمراء فهد بن سلمان وسعود بن نايف وجلوي بن عبدالعزيز؟ - الأمير سعود بن نايف كان يتميز بمميزات عدة أبرزها الرزانة والحكمة وسعة الأفق والرؤية والأمير جلوي رجل يحب العمل ويتمتع بثقافة إسلامية عريضة وحريص على العمل، ومحبوب في المجتمع. ولا انسى الأمير فهد بن سلمان هذا الرجل رقيق جدا وكريم للغاية وكان الذي في جيبه ليس له رحمه الله. ماذا تقول عن هؤلاء؟ الأمير تركي بن محمد بن فهد الأمير تركي في بداية عملي بالإمارة كان صغير السن، ولكنه سرعان ما نضج وصار امتدادا لأبيه في بعد نظره ورزانته وثقافته العالية. عبد الله بن سعد العثمان شهادتي مجروحة في عبدالله، فهو ابني وأنا توسمت فيه الخير، ولديه العديد من الإمكانات. د.عيسى الأنصاري رجل عنده طموحات وقدرات عقلية جبارة، عمل معي في موضوع تأهيل الشباب في برنامج الأمير محمد بن فهد للتأهيل والتوظيف، ويتولى أيضا إدارة جامعة الأمير محمد بن فهد الأهلية، ويتمتع ببعد النظر والقدرة على العمل والانجاز وأتمنى له التوفيق. وأهمس في إذنه وأقول إن الوفاء خصلة محمودة. د.عبدالله القاضي تولى القاضي جمعية المعوقين بالمنطقة الشرقية، وهو كفاءة وطنية ولديه القدرة على العمل ومؤهل لتولي مناصب عدة، حيث تولى جمعية البر. سعيد السبتي كان له جهد عظيم في جمعية المعاقين نعم الرجل. د.سعيد عطية أبو عالي الدكتور أبو عالي كان مديرا للتعليم بالمنطقة الشرقية ومسؤولا عن جائزة الأمير محمد بن فهد للتفوق العلمي وأبدع فيها. كلمة أخيرة يقلقني ما يحدث في البلاد العربية مثل مصر وتونس أسأل الله أن يحفظ امتنا العربية والإسلامية وأن يصون المملكة العربية السعودية من كل مكروه، هذه المملكة التي تتمتع بمزايا عدة، تجعل الأمن والأمان قائمين فيها بصفة مستمرة مثل الحكم الأبوي القائم بين ولاة الأمر والمواطنين. ودعني اذكر أبناء وطني بأهمية الإخلاص في العمل والتفاني والاجتهاد حتى يصل الإنسان إلى ما يطمع فيه ويحلم به، واذكرهم بأن أي خطأ يرتكبه الإنسان، قد يندم عليه طيلة حياته. كما أحب أن اشكر جميع زملائي الذين عملوا معي في الإمارة، فكانوا إخوة وزملاء صالحين، ساعدوني في انجاز مهامي وكانوا عونا لي، وسعدت أيضا بتعيين الأستاذ زارب القحطاني في وكالة الإمارة.