أزال الحكم الصادر من محكمة العجوزة الجزئية يوم الخميس الماضى، بعدم قبول دعوى ازدراء الأديان المرفوعة ضد الفنان عادل إمام وعدد آخر من المبدعين، اللبس في أذهان الكثيرين حول الرؤية الفكرية للمبدعين عند تناولهم ما يمس الأديان، وفندت حيثيات حكم المحكمة جميع ما نسب لعادل إمام وغيره من الفنانين، مشددة على أن «حرية الرأي والتعبير من أهم مقومات النظم الديمقراطية وأن الانتقاص منها انتقاص من الحكم الديمقراطي السليم»، مستشهدة في حيثيات رفضها للدعوى بأقوال وأفكار علماء الإسلام، كالإمام محمد عبده ومنهج ابن رشد وجمال الدين الأفغاني والإمام أبو حامد الغزالي، وأضافت أن توجيه الانتقادات لأي تيار فكري غير مجرم وأن بعض المتشددين يصرون على تنصيب أنفسهم أوصياء وحراساً ومدافعين عن العقيدة ضد الأخطار، وتساءلت المحكمة على فرض أن تلك الأعمال الفنية تتناقض مع فهمهم للعقيدة فهل معنى ذلك أن يختزل الدين في فهمهم وتأويلهم؟ لماذا صوروا ما جاء في الأعمال الفنية على أنه خطر على العقيدة وهو في الحقيقة خطر على فهمهم وتأويلاتهم؟ لأن الدين والعقيدة في نفوس المصريين كشعب متدين أقوى من أن يهددها عمل فني ، وفندت ادعاءات المدعي بأن العمل الفني يتضمن ازدراء للدين الإسلامي قائلة «إن استخدام لحن أنشودة أسماء الله الحسنى في مسرحية (الزعيم) بصفته عملا فنيا من وضع البشر لا يعد من الدين في شيء»، وحول تقليد الفنان عادل إمام للشيخ الشعراوي في فيلم «الواد محروس بتاع الوزير» وقوله إنه اندرج على استهزاء بمظهر أكدت المحكمة أنه من الخطأ الفادح إضفاء صفة القداسة الدينية على رجال الدين أو على فكرهم، وعن قول الفنان عادل إمام: كيف أرشي الله؟ في فيلم «مرجان أحمد مرجان» فإن المحكمة لا ترى في ذلك تطاولا على الذات الإلهية في شيء حيث إنه سؤال استنكاري لعدم إمكانية حدوث ذلك ولا يوجد ما يمنع من إظهار شخصية لا تؤمن بالله في عمل فني لأن المجتمع به مؤمنون وغير مؤمنين، وقالت المحكمة إن الأعمال الفنية من خيال المبدع ولا عقاب على خيال.