في إحدى حلقات برنامج للشيخ د. محمد العوضي قابل شبابا ملحدين من الخليج وكانت المفاجأة أنهم من أسر متدينة ويحفظون القرآن ونشؤوا في المساجد بل وحتى أن دورهم الأساسي على الإنترنت كان محاججة ومهاجمة من يعتبرونهم ملحدين وغير متدينين، لكنهم باطلاعهم على صفحة على الإنترنت أو حوار فيه فقدوا إيمانهم وألحدوا، وكانت الخلاصة أنه يجب على الشباب المتدينين أن لا يطلعوا على المواقع التي تثير الشكوك حتى ولو كان لمحاججة أصحابها. لكن في عصر الانفتاح اللامحدود هذه نصيحة لم تعد قابلة للتطبيق، وكان الأولى البحث في أسباب هشاشة التأصيل الإيماني لديهم، فالأصل أنه لا يوجد قدر من الشبهات والشكوك تكون قادرة على زعزعة إيمان المؤمن إن كان إيمانه مبنيا على الأصول الصحيحة. لكن النمط السائد للخطاب الديني هو نمط مبسط وقائم فقط على حفظ النصوص العقائدية ويفتقر للتعقيد الفكري، وما يزعزع إيمان الشباب هو أنهم يواجهون عالما يسوده الخطاب المعرفي والفكري المعقد العقلاني ولهذا يبدو مغريا بالنسبة لهم، ويبدو بالنسبة لهم أنه انتقال من حال الطفولة العقلانية إلى التعقيد العقلاني الناضج فيبدو بالنسبة لهم أنهم حققوا تقدما على المستوى السائد واعتنقوا المنظومة الأكثر رقيا حضاريا وعقلانية، ولهذا فالمتدينون المسلمون الأعلى ثقافة يفضلون متابعة الخطاب الديني لشخص مثل الدكتور. عبدالحكيم مراد أستاذ الإسلام في قسم علم الأديان في جامعة كامبريج البريطانية، الذي كان اسمه «تموثي وينتر» لأنه يقدم خطابا إسلاميا مؤصلا راقيا فكريا وواعيا بمتغيرات العالم الخارجي، بينما الخطاب الديني المفتقر للوعي بما في العالم الخارجي ونمط تفكير الشباب المنفتحين عليه لا يكسب الشباب أي حصانة مهما كانت درجة تدينهم وحفظهم للقرآن وللنصوص العقائدية. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة