ما سبب الأخبار الصادمة المتكاثرة عن الشخصيات الدينية وتبعاتها من منازلات إعلامية؟ ما سبب انتشار العمليات الإرهابية لمسلمين من أقصى الأرض لأقصاها؟ ما سبب الصورة النمطية للمتدين كرجل فظ غليظ؟ ما سبب كون السمعة العالمية للمسلمين تنحصر بالإرهاب والعنف واضطهاد المرأة؟ لماذا في الوقت الذي يصرح فيه مسؤولون في وزارة العدل بوجود تباطؤ في بت القضاة في القضايا نرى المفتين في كثير من برامج الفضائيات هم قضاة؟! أليس الأولى استثمارهم لهذا الوقت لصالح المهام القضائية، ويكفيهم الفقهاء الإفتاء في البرامج؟ لماذا لم توجد دراسات ترقى لمستوى نيل جائزة الملك فيصل للدراسات الإسلامية وجائزة الأمير نايف للسنة النبوية وحجبت الجائزتان؟! أين إنكار منكرات سوء معاملة العمالة والنساء والأطفال وحسب مقدمة ابن خلدون هذه من مهام المحتسب «والضرب على أيدي المعلمين في المدارس وغيرها في المبالغة في ضربهم للصبيان» والحسبة كانت تعادل ما يعرف في عصرنا بهيئات التفتيش على الفساد الوظيفي والمقاييس والسلامة «ومنع الحمالين وأهل السفن من الإكثار في الحمل والحكم على أهل المباني المتداعية بهدمها» وحتى مراقبة حسن معاملة الحيوان، أما حفظ الآداب العامة، فكانت لا تتجاوز منع الأفعال الفاضحة في العلن، وكان الفقهاء قبل غيرهم ينتقدون تجاوزات المحتسبين كابن الجوزي وكتابه «تلبيس إبليس»، بينما لا نرى نقدا مماثلا في عصرنا!. وعموما ظواهر كثيرة تشخص وجود انفصام بين ظاهر التدين وبين حقيقته (قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم) فالنمط السائد للخطاب الديني يركز على المظاهر والتنظير الدعائي خاصة حول ظاهرة المرأة، مقابل ضعف الاهتمام بالعمق الإيماني الجوهري الروحي والأخلاقي والسلوكي والحقوقي والتطبيقي الذي كان الأهم بالنسبة للسلف، فكم من المنظرين عن الإسلام دعا لحقوق العمالة والنساء المضطهدات والمستضعفين وتكلم ضد العصبية القبلية والفساد الإداري الذي كتبت عنه الصحف وقام بنشاطات تطوعية ونزل للأحياء الفقيرة مع مريديه لخدمة حاجات أهلها؟!. كم منهم يزور دور رعاية المسنين والأيتام والأحداث؟، ولازلنا نقرأ عن التجاوزات وإساءة المعاملة فيها.. وسابقا كان أهل التدين حلقة الوصل بين المجتمع وهذه الفئات المستضعفة، لكن الآن يكتفون بالتنظير الدعائي!. وعموما ليس في الإسلام «اكليروس» أي فئة رجال دين كالمسيحية تحتكر أمر الدين، لكن مسوغ الإرهاب بدعوى إقامة دولة إسلامية يقوم على منظور أن الدولة لتكون إسلامية يجب أن يحكمها «اكليروس»، والسبب؛ النظرة للتدين من منظور التحزب والتعصب والتنظير الدعائي. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 217 مسافة ثم الرسالة