كثيرا ما كتبت عن استشراء المظهرية في المجتمع، وأن هناك استعارة لسلوك الأثرياء من قبل الجميع أي أن هناك أفرادا لا يملكون من حطام الدنيا شيئا ومع ذلك يقترض الواحد منهم أو يتظاهر بالثراء من أجل إيهام الآخرين بعلو كعب وضعه الاقتصادي. هذه المظهرية (الكاذبة) لم تعالج بأي صورة كانت، ولم تتحرك مرافق الدولة أو المؤسسات المدنية أو وسائل الإعلام أو الدعاة في المساجد من أجل محاربة هذا السلوك بل على العكس تماما فقد تم تغذيته اجتماعيا وتم الدفع بالناس إلى هذه الممارسات من غير أي تحذير أو تنبيه، ولهذا لا تعجب إن شاهدت شابة أو شابا يحمل الواحد منهم (كمجموع) ثلاثة أو أربعة جوالات دفعة واحدة، وكلها تعمل بأرقام مختلفة. ولا تعجب إن سمعت أن هناك سيدات يستأجرن سيارة (فخمة باهظة الثمن) بسائق لمدة ساعة أو ساعتين بمبلغ ألف ريال، لكي تدور على الأسواق أو عند صديقاتها لتعرفهن أن مستواها الاجتماعي يفوقهن بمراحل. ولا تتعجب إن رأيت شابا يستأجر مجموعة من الناس ليسيروا بمعيته ويعطوه صفة اجتماعية سيحلم طويلا قبل أن يصل إليها.. ولا تعجب إن اقتعدت مقهى أو ديوانية وانفجر المجتمعون بالإخبار عما يمتلكونه من أنواع السيارات أو الجوالات أو الساعات أو الأقلام أو الأحذية أو تميز أرقام لوحات سياراتهم أو تميز أرقام جوالاتهم، لا تعجب أبدا فكثير من هذه المشاهد غدا مكملا للوجاهة الفارغة، ولأن آفة المظهرية تملكتنا فهناك سلوكيات عجيبة وغريبة تحدث بيننا، ويتواطأ المجتمع على تغذيتها يوميا. وأعجب شخصية سايرتها رجل دخله الشهري متواضع جدا، يسكن في شقة إيجارها بألفين وخمسمائة ويقسط ثمن سيارة بألفي ريال ويحمل جوالين ويبحث عن خادمة ثانية، ومع كل إجازة سنوية يرتحل إلى بلدان (الوناسة)، ولديه أطفال وزوجة ومصروفات (متلتلة)، و(داير) على الناس يقترض من هذا ويبتز هذا، وعندما تسأله: - ما الذي يحملك على كل هذا؟ يقفز كقرد مدرب: يا أخي وجاهتي الاجتماعية مهمة. ساعتها تتمنى أن تسحبه من عنقه وتدور به في الأزقة علك تلمح حمارا سائبا يفهمه أن الوجاهة أن لا يكون لك سرج، ولكنك لن تجد الحمار ولن تستطيع أن تفهمه، فهذا من النوع الذي يصرخ بك محتدا: أتحداك تفهمني !! أو على رأي صديقنا السوداني: الذي يؤكد أن مثل هذا الصاحب يتناول يوميا أقراصا ضد الفهم، و(عد وشوف) كم هي كمية الأقراص التي يتناولها مثل هذه النوعية. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة [email protected]