اكتشفت قبل أيام أنني سيئة في المواساة وكذلك في التخفيف عن البعض وفي تبرير وقوع المشكلات لأحدهم وأنها أمر طبيعي إذا وقعت مثل غالبية الناس؛ وعلى قدر هذا السوء الذي أنا عليه في المواساة إلا أن الكثيرين يأتون إلي لسرد مشكلاتهم والفضفضة؛ وفي الحقيقة أنا أرى أن الاستماع باهتمام إلى المفضفضين يخفف عنهم بنسبة كبيرة ويأتي بعد ذلك البحث عن الحلول! ذات مرة تشاركت أنا وصديقة قديمة حديثا عائليا خاصا وبدأت أسرد لها قصة حدثت لي منذ زمن ولا زالت آثارها باقية إلا أنني تفاجأت بأنها بحثت عن الحلول بشكل مباشر بعد أن قاطعتني وكأنها تعرف الأمر مسبقا؛ هذا الأمر لازمني فترة طويلة ورحت أفكر فيه وتساءلت «هل باتت مشاكلنا مكررة لدرجة أن أحدنا إذا جاء يفضفض إلى الآخر ستكون مشكلته معروفة ويأتي الحل على طريقة نسخ ولصق»؟ حقيقة وإن كانت مشاكلنا مكررة إلا أننا نبحث دائما عن الشخص الذي «يستمع» أكثر من بحثنا عن الشخص الذي «يحل» وإلا لما اضطررنا إلى البحث عن «أصدقاء» واتجهنا بشكل مباشر إلى «الأطباء النفسيين أو الأخصائيين الاجتماعيين». الأمر لا يتعدى كونه فضفضة؛ ولجأت إلى القارئ لأني أثق أن من يقرؤني الآن لا يبحث لي عن حلول ويقولها؛ بل سيقلب الصفحة بعد أن قرأ فضفضتي بشيء من الاهتمام! أشواق الغامدي