لا يزال صديقي المشاكس يتحفني من آن لآخر بتعليقاته الساخرة، والتي كان آخرها إصابته بالحيرة عندما لا يستطيع أن يستوعب أو أن يفهم بعض ما ينشر في صحفنا المحلية؟! وكيف أن تلك الحيرة باتت تصيبه بآلام في المرارة واحتياجه في كثير من الأحيان إلى «ترجمان» لينقله من الحيرة وعدم الفهم إلى درجة الفهم والاستيعاب. رحت في «حيص بيص» وأنا أحاول أن أُهدِّئ من روع صديقي المشاكس وهو يحاول أن يُعلِّق على بعض ما نشر في بعض الصحف، ودعوني أسردها عليكم، حتى لا ينعتني البعض بأن فهمي محدود، وأنه متحامل على تلك الأنباء: يقول صديقي انه قرأ خبرًا منشورًا يطالب بإلزام المقبلين على الزواج بالحصول على «رخصة القيادة الأسرية»، وذلك لتأهيل المقبلين على الزواج للتعامل مع الحياة الزوجية، الأمر الذي سوف يُقلِّص من نسبة الطلاق التي وصلت إلى أرقام فلكية، ولا أعلم ما هذه الرخصة التي سوف تساهم في تقليل نسبة الطلاق في المملكة، وأقترح بعد الحصول على هذه الرخصة توفير «ترجمان» والقيادة بهدوء حتى لا يترصد بكم نظام ساهر. خبر بالمانشيت العريض نقلًا عن مركز التميز البحثي في فقه القضايا المعاصرة أشار إلى أن الشرع لا يُلزم الرجل بعلاج زوجته، فإن كان علاجها لا يتحمله، وهي ليست مسؤولة عن إعداد الطعام، ولا الأعمال المنزلية (علمًا بأنها ظاهرة قد اندثرت في عالمنا المعاصر ولا أطالب بها حتى لا يتحوّل مقالي هذا إلى مواجهة خاسرة مسبقًا مع العنصر النسائي).... فإنني أؤكد احتياجي إلى ترجمان! اقتراحًا آخر نشر في إحدى الصحف يُطالب بإنشاء مدينة متكاملة للسياحة المحلية أسوة «بالمدن الاقتصادية»، واستغرب صديقي من هذا الاقتراح لكون السياحة لها مقومات لا يختلف عليها القاصي والداني، فكيف نقوم بإنشاء مدينة نوفر بها الشواطئ والمناطق الأثرية والتاريخية..؟! وما الذي سوف تقوم بتوفيره هذه المدن لم توفرها المناطق السياحية المشهورة في المنطقة..؟! ليس ذلك فحسب، بل ماذا ستوفر هذه المدن في حال انتهاء الموسم السياحي..؟! إنني بحاجة إلى ترجمان! همسة: عندما همس صديقي في أذني بأنه بحاجة إلى ترجمان صرخت في وجهه «آمان يا ربي آمان». [email protected]