أوصى المشاركون في ملتقى «الشباب بين المتن والهامش» الذي نظمه نادي مكة الثقافي الأدبي واختتم جلساته البارحة، بتوثيق علاقة الشباب بأصولهم الدينية، والوطنية، والاجتماعية، والعمل على زيادة وعيهم بأهمية تحولات الحاضر، وتوقعات المستقبل، احتضان الرؤية الشبابية للحياة، ودعم المنتج الشبابي المعبر عن روح العصر، وتبني الأداء الموهوب لدى الشباب، وتهيئة فضاء المشترك الحضاري للوصول إلى العالمية، وإشاعة ثقافة الحوار والتفكير المبني على الحرية والاختيار، وإذكاء الروح الإعلامية المعتدلة التي تتواءم مع احتياجات الشباب. وكان الملتقى الذي ناقش 18 بحثا في محاوره الخمسة؛ المحور الأول: «الشباب في الخطاب التاريخي، على المستوى الديني والأدبي والاجتماعي».. والمحور الثاني: «الشباب في الخطاب الاجتماعي المعاصر، والشباب والحوار والمسؤولية والقيم والاتجاهات والمشاركة في التخطيط والإعداد والتنفيذ».. والمحور الثالث: «الشباب والتحولات الفكرية المعاصرة، الخطاب الديني والسياسي والاقتصادي، الأنا والآخر».. والمحور الرابع: «الشباب والخطاب الأدبي المعاصر، في مجالات الإبداع والنقد والمنابر والمؤسسات الثقافية».. والمحور الخامس: «الشباب والإعلام المعاصر ووسائل الاتصال التقليدية، وسائط التواصل الحديثة المؤسسات الإعلامية، التنمية الثقافية».. وفي سياق الجلسات المسائية للملتقى التي سبقت التوصيات، أوضح الدكتور صلاح حسنين، أن الشباب هم الجزء الفاعل في المجتمع فهم الذين يسند إليهم نشاطات بناء المجتمع، اجتماعيا واقتصاديا ومن ثم هم يمثلون متن المجتمع وليس هامشه، وفي الجلسة التي أدارها الدكتور عبدالله الزهراني بين الإعلامي نايف إبراهيم كريري في ورقته «شباب الإعلام الجديد وآفاق الثقافة» أن ظاهرة الأقلام الواعدة في مجلة الأدب الإسلامي منذ نهاية القرن العشرين حتى اليوم، تشير إلى أن مقدرة الشباب على التأثير بشكل فاعل في المجتمع، وفي جلسات الملتقى المسائية، شخص الدكتور محمد عبد الله الهويمل في ورقته وضع الشباب الثقافي من خلال عنوان الملتقى، وقال: «العنوان يؤكد وجود هامش ووجود الشباب في هذا الهامش أي أن العنوان بذاته تهمة ناضجة في حق الشباب ولكن هذه التهمة قد تكون صحيحة والعنوان بسبيله إلى دفع هؤلاء الشباب من الهامشية أي أن على الشباب أولا أن يقروا بهامشيتهم ثم يشرعوا في صياغة هوية جديدة تليق بالمتن، وأشار الهويمل في الجلسة التي أدارها طلال الطويرقي إلى أن العنوان ترفي ذو ذائقة رفيعة.. وفي السياق ذاته قدم الدكتور سعد الدين المصطفى عضو هيئة التدريس بجامعة طيبة ورقة عمل تحت عنوان: «الشباب والخطاب الأدبي المعاصر»، أكد فيها أن التجربة الأدبية والشعرية هي عملية إبداعية في النظم بدءا من المثير الذي أثار الشاعر وجعله في حالة انفعالية.