تعتبر المخدرات من أكبر المشكلات التي تعاني منها جميع دول العالم نظرا لما لها من أضرار على النواحي الصحية والاجتماعية والاقتصادية. ومن الطبيعي أن تتأثر المملكة بما يدور حولها، إذ تعد من الدول المستهدفة، ولذلك حرصت حكومة خادم الحرمين الشريفين على حماية الوطن ومواطنيه من أدران المخدرات، وحفظ الأمن من أجل أن ينعم المواطن والمقيم بحياة آمنة مطمئنة. «عكاظ» التقت الخبير عبدالإله الشريف مساعد مدير عام مكافحة المخدرات للشؤون الوقائية المستشار الدولي في الأممالمتحدة وعضو اللجنة التحضيرية للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، الذي أكد على أن وزارة الداخلية ممثلة بالمديرية العامة لمكافحة المخدرات تعمل على تنفيذ 17مشروعا و برامجا وقائيا لمكافحة هذه الآفة، موضحا «نعمل على هذه المشاريع والبرامج بالتعاون مع العديد من الشركاء حيث قامت المديرية مع مجموعة من الشركات المختصة بدراستها، وبناء للمؤشرات الإحصائية لقضايا المخدرات ومدى الحاجة إلى تنفيذها لحماية أبناء الوطن من مخاطرها»، وأشار إلى الرؤية لتلك المشاريع هي مساهمة أجهزة الدولة المختلفة في تحصين جميع شرائح المجتمع من الوقوع في براثن هذا الخطر ورفع مستوى الوعي لدى المواطن والمقيم. وبين الشريف الهدف من هذه المشاريع قائلا «تقوية الوازع الديني لتحصين أفراد المجتمع من آفة المخدرات، وترسيخ الانتماء الوطني باعتبار أن قضية المخدرات قضية وطنية، بالإضافة إلى تعزيز القيم الاجتماعية لرفض قبول تعاطي المخدرات وتكوين وعي اجتماعي صحي وثقافي بأضرار هذه الآفة»، موضحا أن أكبر المشاريع التي تعمل عليها المديرية حاليا والذي تم إنجاز ما يقرب من 50 في المائة منه هو مشروع الشبكة العالمية المعلوماتية للمخدرات، وهي باللغات العربية، الإنجليزية، الفرنسية والأوردية، ويحتوي هذا المشروع على استراتيجيات وأنظمة مكافحة المخدرات في جميع دول العالم وخططها الأمنية والوقائية والمراكز العلاجية والتأهيلية، والكتب والأبحاث والتقارير الدولية في مجال مكافحة المخدرات، حيث يعتبر أكبر برج الكتروني في العالم وأشاد به مكتب الأممالمتحدة المعني بالجريمة والمخدرات، كما أشاد بالخطط والبرامج والمشاريع الوقائية التي تعمل عليها المديرية داعين جميع دول العالم أن يحذو حذوها. ترسيخ القيم واستطرد الشريف «من المشاريع المهمة أيضا مشروع إنتاج مسلسل كرتوني من 15حلقة بعنوان (باسم وبسمة) ستقوم المديرية العامة لمكافحة المخدرات بإنتاجه، ويهدف هذا المسلسل إلى ترسيخ القيم الأخلاقية وتربية الطفل وتعليمه السلوكيات الإيجابية نحو مدرسته ووالديه وأسرته وأصدقائه و وطنه، وكيفية اهتمامه بالنظافة والصحة ونحو ذلك ويستهدف هذا المسلسل الأطفال (ما بين 4 سنوات إلى 12 سنة) ويحرص المسلسل على عدم ذكر المخدرات أو التحدث عنها»، وقال إن زرع القيم ترسخ السلوك الحميد في الطفل ما يحميه مستقبلا من المخدرات، وأوضح أيضا أن من ضمن المشاريع (كورة ستار)» وهو عبارة عن برنامج جماهيري مكون من عدد من الحلقات تصل إلى 26 حلقة أو أكثر، مدة كل حلقة 45 دقيقة تستضيف كل حلقة من حلقات البرنامج لاعب كرة قدم متميز وستة أطفال ممن يعشقون هذه اللعبة، وهو يستهدف للأطفال من سن 6 سنوات إلى سن 12 سنة سواء كان على محطات التلفزيون أو على أقراص مدمجة، وفي هذا البرنامج يتم إظهار هوية الطفل في بيته وكيفية تطوير هذه الهواية من قبل المدرسة أو البيت لتتبلور هذه الهواية في الاستديو مع اللاعب المحترف والمتميز الذي يقتدي به الطفل ويقلده، حيث يكون في نهاية كل حلقة فائز بتصويت اللجنة المختصة في الاستديو والجمهور الموجود فيه. تبادل المعلومات وأكد الشريف، أن المديرية العامة نظمت مؤتمرات وندوات وورش عمل كان من ضمنها الملتقى السنوي الثاني للمتعافين من الإدمان الذي رعاه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، وتضمن ورشة عمل استمرت يومين للتعارف وتأكيد اهتمام الأجهزة المعنية ومسؤوليها بالمتعافين، والندوة الإقليمية في مجال مكافحة المخدرات وتبادل المعلومات التي دشنها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وشاركت فيها 27 دولة تحت مظلة الأممالمتحدة والتي هدفت الاطلاع على آخر المستجدات في مجال الوقاية ورفع كفاءة مسؤولي الشؤون الوقائية في أجهزت مكافحة المخدرات في المملكة، كما نظمت المديرية العامة لمكافحة المخدرات بالتعاون مع الجامعات التي تعتبر الشريك الأول والرئيس معارض ومؤتمرات توعوية مثل مؤتمر التوعية بأضرار المخدرات في جامعة الملك عبد العزيز بجدة، طرق الوقاية والعلاج من المخدرات في جامعة الإمام محمد بن سعود ومجمع الفقه الاسلامي، ومن ضمن المشاريع برنامج تحجيج المتعافين من إدمان المخدرات حيث تقيم المديرية العامة لمكافحة المخدرات حفلا سنويا لتكريم المتعافين من إدمان المخدرات، وهذا البرنامج يأتي ضمن البرامج التأهيلية التي تعتمد على تقوية الوازع الديني حيث تم تحجيج 2700 متعاف، والبرنامج الوطني الوقائي للطلاب والطالبات والذي استهدف 5 ملايين طالب وطالبة في 25 ألف مدرسة. ذلك بالإضافة إلى المشاركة في برنامج خادم الحرمين الشريفين للمبتعثين وتنظيم معارض توعوية متنقلة، والمطبوعات والكتيبات التوعوية والأفلام الوثائقية التي منها فيلم وثائقي عن البيانات الرسمية المعلنة من وزارة الدخلية عن ضبطيات المخدرات وفلم لعرض صور الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن. مراكز توعوية وأشار الشريف إلى إتمام إنشاء المراكز التوعوية بأضرار المخدرات في المنطقة الشرقية وتنفيذ العديد من البرامج النسائية في مناطق ومحافظات المملكة لتوعية العنصر النسائي من مخاطر المخدرات باستخدام العديد من الوسائل الإعلامية الحديثة والمختلفة والتي منها تكثيف البرامج التوعوية الخاصة بأضرار هذه الآفة لمحاربتها في جميع مناطق المملكة، حيث تم تنفيذ برامج توعوية بالمناطق اشتملت على محاضرات، ورش عمل ودورات تدريبية، ومعارض ولقاءات استفاد منها اغلب فئات المجتمع وقد تم تفعيل هذه البرامج في المدارس الحكومية، الأهلية، قطاعات التعليم المختلفة من جامعات وكليات وجمعيات خيرية وسجون في جميع مناطق المملكة، بالإضافة إلى ورش عمل تدريبية والمشاركة في المهرجانات الوطنية مثل المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) ومهرجان (أحبك يا وطن) بجامعة الملك سعود، كما شملت البرامج محاضرات توعوية حيث نفذت (400) محاضرة توعوية في مختلف القطاعات النسائية في مختلف مناطق المملكة كما تم اقامة (200) معرض توعوي.