مع اقترابنا من خط النهاية وإسدال الستار للدوري الأكثر منافسة وإثارة واتساع دائرة العراك بين عشرة أندية تتصارع على أكثر من اتجاه ويظل الصراع الأهلاوي الشبابي هو الأكثر سخونة، حيث باتت بطولة الدوري محصورة بينهما إلا إذا مارست المستديرة جنونها وارتمت في أحضان الهلال. لكن ماذا عنا نحن كرياضيين؟ وماذا خرجنا به؟ هل نحن استطعنا أن نقدم أنفسنا بمثالية تعكس روح التنافس داخل الملعب وخارجه؟ أم انسقنا خلف احتقان مقيت وذهب كل واحد منا يرمي بالمفاهيم والقيم وراء ظهره من أجل تحقيق أهدافه. للأسف هناك كثير من الثقوب في الأخلاق الرياضية لدينا تناثرت هنا وهناك ملقية بظلالها على أتون مسابقاتنا المحلية التي بلاشك ليست بحاجة إلى مزيد من «البعثرة» فتنوع الإسقطات التي طالت أندية ومفاهيم وروحا رياضية جعلتنا نستنكرها على مضض برغم أن بعضها خارج عن النص. البداية كانت مع بعض رؤساء الأندية الذين نعول عليهم كثيرا في إيصال الرسالة السامية للرياضة باتجاه شباب مجتمع يتنفس حب كرة القدم مع الهواء، إلا أننا فوجئنا بتصريحات استفزازية ساهمت بطريقة أو بأخرى في اتساع هذه الثقوب لذا أتوقع أن تكون موقعة الشباب والأهلي للتاريخ على اعتبارها ستلعب على صفيح ساخن لما سبقها من تجاوزات إعلامية بين رئيس الشباب وبعض الإداريين بالأهلي، وكذلك السجال الإعلامي المتشنج بين بعض الأقلام الخضراء ومدير المركز الإعلامي بنادي الشباب طارق النوفل فما يطرح من تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي تويتر سينعكس على المباراة المرتقبة في حالة بقي الحال كما هو عليه. لم يسلم وسطنا الإعلامي من هذه الثقوب بعدما أسمعونا مفردات ومصطلحات ونهجا ثقافيا جديدا لم يعد متداولا في الشارع العام لا لشيء وإنما حبا في الظهور حتى لو كلفه الأمر اهتزاز صورته الذهنية عند المتلقي فلا ضير طالما تحقق له ما أراد. ولا يمنع بأن تضيف هذه المفردات إلى مخزونك الثقافي من أجل معرفة المصادر الحقيقية لما يحدث في المقاهي والاستراحات من الألفاظ توقد نار التعصب بداخلنا بعدما ثبت بما لا يدع مجالا لشك أنها ماركة مسجلة لهؤلاء الإعلاميين الذين يرفضون الاتزان. ولم يخل بعض اللاعبين من الانزلاق في مغبة التشنج ولنا في تعليق ياسر المسيليم على إصابته لمحمد نور دليلا واضحا وصريحا على حالة الاحتقان الذي نعيشه، فبرغم عدم اتهامنا للمسيليم بالمخاشنة والاستقصاد لاسمح الله ولم يحمل تعليق محمد نور ما يدعو إلى الغضب حتى يظهر المسيليم ما في جعبته بقوله إن زيارته لا تشفي نور، نعم هذا صحيح ولكنها ربما تخفف، ثم ماذا ينقصك لو تعاملت بأسلوب أفضل واحتويت «عتب صديقك» لتبقى الروح الرياضية سيدة الموقف يا مسيليم. وقفة أنا على يقين بأن محمد نور لو كان محل المسيليم لبادر بالزيارة في اليوم الأول.