الكلمة المكتوبة سواء عبر مقال أم سواء كانت مضموناً لبيان هي انعكاس حقيقي لثقافة ووعي كاتبها أياً كان هذا الكاتب وأياً كانت هويته. يقول الكاتب والمفكر البريطاني الشهير برناند شو الكلمة المكتوبة وباء على ضمير صاحبها وما بين مقولة شو وبيان الاتحاد الذي خسر احترام القارئ نحن هنا نسأل عن اللغوصة والهلوسة ونسأل عن كاتبها وعما إذا كانت تمثل الاتحاد ونهج الاتحاد أم أنها فقط تمثل مدير المركز الإعلامي الذي وكما يبدو بات على طريقة محمد نور يبتكر وينفذ ويقرر والإدارة لك الله يا غافل تبصم على مضض. تألمت أكثر من الاتحاديين أنفسهم وأنا أقرأ في بيان رسمي يمثل إدارة الاتحاد مثل تلك العبارات التي طالت رجلاً وقوراً بحجم الفتيحي وحزنت بدرجة تفوق الحزن الذي ساير كبار الرياضة والإعلام وأنا أرى في أروقة المركز الإعلامي الاتحادي فكراً خاوياً لا يفرق بين الرأي والشتيمة، وإلا ماذا تعني مفردة (الهلوسة) وعبارة (اللغوصة)؟. أقول ماذا تعني مع كامل الاعتقاد بأن أصحاب الفكر التصادمي ليس هم الأجدر بتولي مهام المسؤولية كون المسؤولية تمنح لمن يتسم بالحكمة والرؤية لا لمن يتسم بتقريع الآخرين وتجريدهم من حقوقهم وفرض واقع اللغة العدائية والتصادمية التي تثير الاحتقان وتكرس للتنابز وقلة الأدب. أحمد فتيحي شخصية اعتبارية قدمت للاتحاد الكثير طيلة أربعين عاماً ولم يسبق لأنظارنا كرياضيين أن وقعت على هفوة أو زلة أو عبارة تفوه بها فخرجت عن النص، بل على النقيض فهذه الشخصية العاقلة هي أنموذج رائع لعضو الشرف المطلوب في الأندية. مسألة أن تختلف إدارة الاتحاد ومركزها الإعلامي حول رأي الفتيحي مسألة طبيعية وهذا شأنها لكن أن تصادر الرأي وتهاجمه وتوصم قائله بالهلوسة والجنون فهذا ليس من حقوقها ومن يقفز على حقوق الآخرين حتما سيرمي بنفسه في موقع الاتهام والإدانة ولن يجد له في أذهان العقلاء الذين يتسمون بالوعي قبولاً. إذا كان البيان الذي صدر بحق الفتيحي يمثل نهج الاتحاد الرسمي فهذه مصيبة، أما إذا كان يمثل مدير المركز الإعلامي ولا يمثل الداعم وأصحاب الحكمة في هذا النادي العريق فالمصيبة أعظم. المراكز الإعلامية في الأندية واجهة إعلامية لتصحيح التجاوزات وتوضيح مواقف الأندية الرسمية أمام كل ما يطرح على وسائل الإعلام المقروء منها والمرئي، وليست واجهة لتغذية الجماهير الرياضية بمثل تلك العبارات التي لا يمكن قبولها لا من المنتمين للبيت الاتحادي ولا من بقية الأندية. عموماً ليدرك أحبابنا في نادي الاتحاد أن السيناريو ليس مرتبط بحالة يمثلها محمد نور، وإنما السيناريو الخفي باتت خيوطه تتكشف؛ وتعظيم سلام لمركز الاتحاد الإعلامي ورئيسه.. وسلامتكم.