جميلة هي مبادرة الاتحاد السعودي في حملة " الكرة لا تعني الكره " .. فهي رسالة لنبذ التعصب وترسيخ المحبة ومفهوم المنافسة الشريفة .. وهذه الحملة لا يمكن أن تؤتي ثمارها وتتحقق أهدافها الا من خلال تعاون الجميع ، وأقصد بالجميع كل من خصتهم الحملة ( اللاعبون ، المدربون ، الحكام ، رؤساء الأندية ) وان كنت أتمنى ان تشمل الحملة أيضا لجان الاتحاد السعودي والتي يجب أن تعمل بطريقة احترافية مهنية حتى تكسب احترام و تقبل و رضى المتابع الرياضي .. وان تتخلص من الأخطاء السابقة التي حدثت في المواسم الماضية ، حتى تتحقق الغاية المرجوة من هذه الحملة ، وان لا يتم اختراق هذه الحملة من قبل بعض الأندية الكبيرة كما حدث في ميثاق الشرف والذي تم اختراقه في المزايدات في بعض صفقات اللاعبين المحليين . ان الرياضة للجميع ، صغار وكبار ، فرد وأسرة ، مواطنين ومقيمين ، ويجب أن تبقى كذلك .. لقد تعب المتابع الرياضي من حكايات الشعارات والمبادرات والحملات التي لا وجود لها سوى على الورق فقط .. فيما الصراع والتنافر والتعصب يسيطر على المشهد الإعلامي نتيجة الاحتقان الذي يخلفه الظلم والانتقاء والاستقصاد لبعض الاندية وبعض القضايا دون غيرها . إنني أرى ان الاعلام هو من يمتلك حجر الزاوية في مثل هذه المبادرة وهو الذي يستطيع أن يجعل من هذه الحملة واقع يسوده السلام أو ضربا من الخيال .. ان الاعلام الرياضي لدينا سبب رئيسي للتعصب والاحتقان والتنافر والصراع ، ومتى ما تم السيطرة عليه بعيدا عن الانتماء والمصالح لبعض الاندية .. فان مفهوم " الكرة لا تعني الكره " سيصبح واقعا ملموسا ومتعايشا بين الجميع . كما ان قيام جميع لجان الاتحاد السعودي بأدوارها وواجباتها على أكمل وجه ولاسيما لجان ( التحكيم والانضباط والفنية ) سيكون له دور مؤثر وقوي في نجاح مثل هذه المبادرة .. فهذه اللجان الثلاث تحديدا تساهم في تهدئة حالة الانفعال أو زيادة حالة الاحتقان لدى الجماهير الرياضية .. بل إن ما يصدر أحياناً من الجماهير واللاعبين والإداريين والإعلاميين ، ربما يكون ردة فعل لما قامت بهذه اللجان من أخطاء تضررت منها بعض الأندية . لقد كانت لنا تجارب سابقة في بعض الحملات والمبادرات والتي لم يكتب لها النجاح نتيجة عدم التعاون والالتزام من الجميع بها كميثاق الشرف وحملة : المنتخب أولاً .. وغيرها من الشعارات التي لم تنجح لأن البيئة التي يعيشها الوسط الرياضي لدينا لا تساعد على نجاح مثل هذه المبادرات الرائعة والشعارات الإنسانية الهادفة نتيجة غياب الوعي من البعض بأهمية مثل هذه المبادرات في زرع القيم النبيلة والمفاهيم الجميلة التي تساهم في بناء الفرد والمجتمع وتساعد على تحقيق الأهداف العليا والحقيقية من الرياضة . [email protected]