انتهت حقبة في الأمانة العامة لاتحاد كرة القدم، وكانت النهاية مأساوية وبشكل لم يتوقعه أحد بكل ما تحمله الكلمة من معنى، إذ غادر الأمين العام الكرسي بالإعفاء في قرار تاريخي تجاوز مفردات المجاملة، وأكد تكريس مفهومي الشفافية والوضوح في الاتحاد، ودفع الفريق الشبابي الثمن، حيث خسر من المكتب بعد أن فاز في الملعب. مرت مواسم عدة والناصحون الصادقون الباحثون عن مصلحة الرياضة السعودية ومستقبل الرياضة السعودية يتحدثون عن الأمانة العامة، وما في ثوبها من ثقوب، وكانوا يؤكدون دائماً أن الإدارة الأهم في منظومة اتحاد الكرة تحتاج إلى راتق متمكن، يسد ثقوبها، ويرتق عيوبها، ويداوي عللها، في الجانب الآخر، كان هناك من يدافع عن الأمانة ويؤكد نجاح أعمالها، والسبب لا يخفى على ذي لب.. وفي النهاية ظهرت الحقيقة. )) مضت حقبة، ونحن مقبلون على أخرى، والأهم الآن وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وأن تكون هناك معايير واضحة وذات قيمة قبل اختيار الأمين المقبل. - من المهم مثلا أن لا يكون الأمين العام قد سبق له العمل في أحد الأندية إدارياً أو رئيساً من أجل إغلاق باب القيل والقال، الذي لا يمكن إغلاقه. - ومن المهم أيضا أن لا يكون الأمين العام من العاملين حالياً في الأندية من أجل القضاء على تعارض المصالح وعدم وضوح المستويات. - ومن المهم أيضا أن لا يكون الأمين العام من مسئولي الأندية أو الاتحاد الذين سبق أن دار لغط أو جدل حيالهم، لأن المنصب الجديد سيزيد من اللغط ومن الجدل، وإثارة المزيد من التساؤلات والاتهامات أيضاً. - ومن المهم أيضا أن يكون الأمين العام من المسؤولين المطلعين العارفين بأسرار المنافسة، السابرين لأغوارها العارفين الجيدين بالشأن الرياضي، المدركين لحساسية المنصب وعلاقة الأندية وعلاقته هو بها. )) إن الشارع الرياضي برمته ينتظر تسمية الأمين المقبل، وحتى ذلك الحين سوف تدور عجلة الشائعات والتكهنات حول الموسم المنتظر، وأجزم أن هناك أسماء ستطرح، وقد قرأت مثل غيري قبل أيام بعض الأسماء المرشحة، وهي أسماء - مع كامل الاحترام لها - لن تضيف إلا المزيد من الاحتقان في الشارع الرياضي، خصوصا أن بعضها من أرباب التعصب، وعدم القدرة على التفرقة بين العمل في النادي والعمل في اتحاد الكرة، والأدلة على ذلك كثيرة، ولا يمكن أن تغيب عن أي متابع حصيف ذي فطنة. وماذا بعد يا ماجد ؟؟ - كان حرياً بهداف النصر ماجد عبد الله - وهو الذي انتظر عشر سنوات حتى ينعم بحفل اعتزال مثل غيره - أن يزجي الشكر لليد التي امتدت له، واحتفلت بنجوميته وقدرت تاريخه، وهي يد الأمير فيصل بن تركي رئيس نادي النصر، وكان حرياً بماجد عبد الله أن لا يمارس الظهور عبر الإعلام من أجل المطالبة بحقوقه - إن كان له حقوق - في هذا الوقت الصعب من الموسم، بدلا من الصمت من أجل رئيس النصر ونادي النصر، والتحدث مع الرئيس مباشرة حول هذه الحقوق، فالرجل الذي تذكر ماجد وأصر على إقامة حفل انتظره ماجد طويلا لا يمكن أن ينسى أن لماجد حقوق أو مطالب. - لقد اختار ماجد الإعلام من أجل الحديث عن حقوقه، وأعتقد أن الأمير فيصل بن تركي (شفاه الله وأعاده إلى أهله ومحبيه سالماً معافى) لن يسلك نفس الطريق، من أجل إظهار الحقيقة، هذا مع العلم أن أحداً لا يمكن أن يلومه إن فعل ذلك. - السؤال الآن لهداف النصر: هل هذا وقته يا ماجد؟ - الإجابة يعرفها الجميع.. وبالذات النصراويون.. ولكن. مراحل... مراحل - مباراة الأهلي والشباب ستبلغ الذروة في الإثارة.. وأتوقع أن يفعلها الشباب ويتأهل. - ليس ذنب الأهلي أن يتأهل من المكتب، ولا ذنب للشباب حتى يخسر من المكتب، فقد كان كلاهما على حق، ولم يكن هناك مجال للوصول إلى حل وسط في القضية. - أنصار (العالمي) الذين لا تهمهم البطولات المحلية، كانوا يمنون النفس بقبول احتجاج الأهلي، وحرمان الشباب أيضا من دوري أبطال آسيا، من أجل أن يضمن (العالمي) المشاركة في الدور التمهيدي، لكن ذلك من الأحلام (أيضاً). - رادوي خسارة إن رحل.. لكن الهلال لم يتوقف طوال تاريخه على لاعب أو إداري أياً كان اسمه، وأياً كانت قدراته. )) في قرعة دوري أبطال آسيا وقف الحظ بجانب الاتحاد، والأمل أن يستفيد العميد من ذلك ويواصل مشواره في البطولة؟ - نفهم أن يقبل احتجاج الأهلي، لكن لم نفهم إلى الآن، وماذا عن خطاب الأمانة بالموافقة على مشاركة السعران، وهل يعقل أن يدفع الشباب الثمن بهذه السهولة؟ - لن (تغنم) تلك القناة شيئا من أساليب (المعد) المتعصب إلا خسارة المزيد من المشاهدين، فهل يتنبه المسؤولون عن القناة إلى ذلك؟ - الإثارة ستبلغ مداها هذه المرة بين النصر والاتحاد، فالاتحاد يريد تأكيد خماسيته، والنصر يريد نصف النهائي، فمن يكسب في النهاية؟ - هل كانت مسرحية للفت الأنظار فقط؟ - مدير إدارة المنتخبات المسحل وصف المدرب الجديد للمنتخب بأنه يتمتع بالحيوية والفكر الفني العالي والخبرة والجدارة الفنية، وأن ذلك سيمكنه من قيادة الأخضر نحو العالمية.. ونحن نتمنى ذلك.