أطلق اللواء عمر سليمان نائب الرئيس المصري السابق مفاجأة من العيار الثقيل بالإعلان عن اعتزامه ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية، بعد يومين من اعتذاره عن الترشح، ووقعت مواجهات بين مؤيديه ومجهولين في القاهرة أمس. بينما قدم أيمن نور أوراق ترشيحه، في وقت تظاهر آلاف من مؤيدي المرشح السلفي المهدد بالشطب حازم أبو اسماعيل في القاهرة دعما له، في حين يواجه مرشح جماعة الأخوان المسلمين خيرت الشاطر كذلك احتمال شطب اسمه من قائمة المرشحين للانتخابات المقرر إجراؤها في الثالث والعشرين من مايو «آيار» المقبل، علما بأن باب الترشيح سيغلق غدا الأحد. وأشار سليمان إلى أن قراره يأتي نزولا عند رغبة مؤيديه، قائلا في بيان أصدره البارحة: «لا أستطيع إلا أن ألبي النداء وأشارك في الترشح رغم ما أوضحته لكم في بياني السابق من معوقات وصعوبات، وأعدكم أن أغير موقفي إذا ما استكملت التوكيلات المطلوبة غدا (اليوم)». وتابع: «إنني كجندي لم أعص أمرا طوال حياتي. ولا أستطيع إلا أن ألبي نداء الشعب المؤمن بوطنه وأن أشارك في انتخابات رئاسة الجمهورية». وأفاد صموئيل العشاي منسق «الجبهة الثورية» المؤيدة لسليمان في بيان أن حملة ترشيحه تمكنت من جمع 70 ألف توكيل وهو ما يزيد على العدد المطلوب (30 ألف توكيل) غير أن التوزيع الجغرافي للموكلين لا يتوافق مع المطلوب. وأعلن العشاي في وقت لاحق أن مؤيدي سليمان تعرضوا لإطلاق نار ورشق بزجاجات المولوتوف الحارقة في حي العباسية بالقاهرة البارحة ما أدى إلى وقوع عدد من المصابين. وقال: «فوجئنا بإطلاق رصاص وهجوم من جانب مجهولين رشقونا بزجاجات المولوتوف الحارقة في محاولة لفض اعتصام بدأه الداعمون لترشح اللواء عمر سليمان منذ الليلة قبل الماضية أمام مقر أكاديمية الشرطة القديمة». وقال وكيل وزارة الصحة للشؤون العلاجية هشام شيحة، في بيان إن مواجهات وقعت بين مجهولين وبين أنصار اللواء عمر سليمان نائب الرئيس السابق بميدان العباسية، أدت إلى وقوع 5 إصابات نتيجة للتراشق بالحجارة وزجاجات المولوتوف. وأشار إلى أن التظاهرات التي شهدها ميدان التحرير بوسط القاهرة أمس أدت إلى إصابة 9 أشخاص، تم إسعاف خمسة منهم بالميدان فيما نقلت الحالات الباقية إلى المستشفيات. ويرى محللون سياسيون أن سليمان يعد المرشح المفضل للجيش والناخبين القلقين على الاستقرار في البلاد. ومن جانبه قال نور رئيس حزب «غد الثورة» في تصريحات عقب تقديم أوراق الترشح للجنة القضائية العليا المشرفة على الانتخابات الرئاسية: «قدمت أوراق ترشحي يوم 6 أبريل والذي يوافق انتفاضة المصريين في مدينة المحلة الكبرى عام 2008 والتي كانت بداية للثورة المصرية وبمثابة بروفة تحضيرية لها». وفي هذه الأثناء تظاهر مابين 50 60 ألفا من أنصار حازم أبو إسماعيل في ميدان التحرير بوسط القاهرة أمس، تأييدا له في معركة إثبات جنسية والدته. وأقاموا منصة كبيرة حملت صورة ولافتات تقول «لن نسمح بالتلاعب»، «سنحيا كراما»، «أبو إسماعيل مش بس للسلفيين .. دا لكل المصريين». كما يواجه مرشح جماعة الأخوان المسلمين خيرت الشاطر احتمال شطب ترشيحه بسبب سجنه سبع سنوات بحكم محكمة عسكرية عام 2007 والإفراج عنه بعد فترة قصيرة من تنحي الرئيس السابق حسني مبارك. لكن محامي الجماعة عبدالمنعم عبد المقصود قال: إن الشاطر حصل على عفو من العقوبة وما تبعها من حرمان لفترة من ممارسة الحقوق السياسية، إلا أنه لم يصدر إعلان رسمي بالعفو عن العقوبة.
