تراجع نائب الرئيس المصري السابق اللواء عمر سليمان أمس عن قراره عدم الترشح لانتخابات الرئاسة، معلنا عزمه على المنافسة في هذا السباق الذي من المقرر ان تجري دورته الاولى في نهاية الشهر المقبل. وبرزت توقعات بمعركة كسر عظم بين سليمان الذي كان يرأس جهاز الاستخبارات المصري قبل تعيينه نائباً للرئيس السابق حسني مبارك، وبين مرشح جماعة «الإخوان المسلمين» المهندس خيرت الشاطر. واصدر سليمان بيانا موجها الى «الإخوة والأخوات من أبناء مصر الغالية». وقال: «لقد هزتني وقفتكم القوية وإصراركم على تغيير الأمر الواقع بأيديكم، إن النداء الذي وجهتموه لي أمر وأنا جندي لم أعص أمراً طوال حياتي، فإذا ما كان هذا الأمر من الشعب المؤمن بوطنه لا أستطيع إلا أن ألبي هذا النداء، وأشارك في الترشح، رغم ما أوضحته لكم في بياني السابق من معوقات وصعوبات». وتعهد سليمان في بيانه ب»أن أبذل كل ما أستطيع من جهد، لننجز التغيير المنشود واستكمال أهداف الثورة وتحقيق آمال الشعب المصري في الأمن والاستقرار والرخاء»، لكنه رهن في الوقت نفسه ترشحه، بإمكان جمع التوكيلات المطلوبة قبل غلق باب الترشح المقرر غدا (الأحد)، ما رد عليه مدير حملته الانتخابية محمد مشعل بأن توكيلات المصريين لسليمان تجاوزت العدد المطلوب (30 ألف توكيل)، مشيراً إلى أن الحملة ستسلم التوكيلات إلى سليمان اليوم (السبت) تمهيداً لتقديم أوراقه في اللحظات الأخيرة. وجاء بيان سليمان، بعد ساعات من تظاهر الآلاف من أنصاره في ميدان العباسية (شرق القاهرة) احتجاجاً على بيان كان أصدره مساء الأربعاء، اعلن فيه عدم الترشح، عازياً قراره إلى «معوقات متصلة بالوضع الراهن وأن متطلبات الترشح تفوق قدرته على الوفاء بها». وناشد المتظاهرون سليمان خوض السباق الرئاسي، قبل ان يحتفلوا بقراره الترشح، وشهدت التظاهرة اطلاق نار من مجهولين ما أثار الارتباك واتهم منظموها «اعداء سليمان» بارهاب مناصريه. من جانبها قللت جماعة «الإخوان المسلمين» من دخول سليمان إلى المنافسة. وقال ل»الحياة» أمينها العام الدكتور محمود حسين: «لا أظن انه يضيف كثيراً للمشهد»، معتبراً أن الرجل «ليس بمقدوره منافسة عموم من على الساحة». وانتقد حسين قرار سليمان، معتبراً انه «زج بنفسه في مقام ليس مقامه... وفي توقيت ليس توقيته... أن سليمان من رجال النظام السابق وذو خلفية عسكرية، وهي أمور لا تصب في مصلحته عن التصويت». ومن جهته أكد المرشح الفريق أحمد شفيق أنه سيواصل المنافسة على المقعد الرئاسي رغم ترشح سليمان متراجعاً عن تصريحات كان أدلى بها من قبل أبدى فيها استعداده للتنازل إذا ما ترشح سليمان. أما المرشح الرئاسي أيمن نور الذي تقدم بأوراق ترشحه أمس، فانتقد دخول نائب الرئيس السابق إلى الصراع على سدة الحكم. وقال: «كنا نتصور أن عمر سليمان يدرك أن طبيعة المرحلة لا تسمح له بالمنافسة، لكننا في جميع الأحوال سنخوض المعركة»، مشدداً على انه «لا يفزعه ظهور منافسين جدد». وكان مناصرو المرشح الإسلامي حازم صلاح ابو اسماعيل نظموا تظاهرة حاشدة في ميدان التحرير ومسيرات في أماكن أخرى للاحتجاج على ما اعتبروه حملة لإبعاده على خلفية قضية جنسية والدته. وهدد المحتشدون بتصعيد الاحتجاجات إذا استبعد اسماعيل من السباق.