على الرغم من التأخر الملموس في تغطية المملكة بمساحتها الشاسعة بشبكة مواصلات قوية تشمل القطارات والنقل العام لعدة سنوات، إلا أن الوصول متأخرا كما يقول المثل أفضل من عدم الوصول على الإطلاق. وعلى الرغم من الإشادات التي تحظى بها وزارة النقل من حين لآخر لارتفاع معدلات الإنجاز في مشاريعها، إلا أن الآمال مازالت معلقة بتسريع معدلات الإنجاز في ازدواج طرق الجنوب والساحل وتبوك والمدينة المنورة والقصيم، لتحقيق الأهداف المنشودة منها في الربط بين مختلف المناطق وتعزيز مسيرة التنمية من خلال الأحياء والمخططات التي ستقام على جانب هذه الطرق الحيوية. وإذا كان تسارع وتيرة الحديث عن التحرك نحو حلول جذرية لمشكلة النقل بشكل عام يأخذ بعين الاعتبار المثلث المعروف النقل العام والقطارات وشبكة القطارات المعلقة «المترو»، فإنه لا يكفي الحديث والأمل فقط والمليارات التي ترصد بل ينبغي أن يسبق ذلك الحماس والإرادة للإنجاز، فمن المعروف أن مشروع قطار الحرمين الذي بدأت الأعمال التأسيسية فيه مؤخرا يجري الحديث عن إنشائه منذ أكثر من 10 سنوات، ومن المستبعد وفقا لمراحل الإنجاز الحالية أن يتم الانتهاء منه في عام 2014 كما هو محدد، إذا استمرت الوتيرة الحالية. والحديث ذاته ربما ينطبق على شبكة النقل العام التي تحدث الجميع عن أهميتها للحد من الزحام الكبير داخل المدن أغلب فترات اليوم، ولكن لايزال ذلك الأمر يراوح مكانه مما أدى إلى ازدياد أعداد السيارات الخاصة إلى أكثر من 6 ملايين سيارة، تجوب شوارعنا يوميا. إن نجاح النقل العام مرهون بشبكة طرق وجسور وأنفاق قوية بعد أن بات التأخير سمة رئيسية بها حاليا. كما يرتبط ذلك بكسر احتكار بعض الشركات لخطوط النقل العام والسماح بدخول عدة شركات لتغطية المدن الرئيسية في المرحلة الأولى على الأقل. ويبقى الحديث عن خطوط المترو يحتاج إلى إعادة نظر لارتباط ذلك بضرورة خفض معدل المياه الجوفية في الكثير من الأحياء. إن تعزيز شبكة المواصلات في المملكة من شأنه أن يؤدي إلى انتعاش سوق العقارات في المخططات والمدن والقرى على جانبي الطرق المختلفة، لكن الإسراع في الإنجاز يحقق هدفين أساسيين هما تخفيض التكلفة وتعزيز التنمية، فهل نطمع في ذلك؟ * رئيس لجنة النقل في الغرفة التجارية بجدة.