استغرب عدد من أسر مصابين بالتوحد عدم وجود مراكز متخصصة تهتم بأبنائهم وبناتهم في مختلف مناطق المملكة. وقالوا ل «عكاظ» إن الكثير من العاملين في المستشفيات العامة يجهلون التوحد وأعراضه وأسبابه، فكيف يستطيعون تقديم العلاج للمصابين به، مطالبين بافتتاح أقسام متخصصة في المستشفيات تعمل بها كوادر مؤهلة للتعامل مع المصابين بهذا المرض الذي أصبح يهدد الكثير من الأسر في ظل غياب التوجيهات والإرشادات الخاصة بتوضيح ماهية المرض وكيفية التعامل مع المصابين به. إلا أن الدكتور علي الحناكي المستشار في وزارة الشؤون الاجتماعية أكد ل «عكاظ» أن هناك جمعيات للتوحد تقدم لها الوزارة مساعدات لتؤدي واجبها الإنساني تجاه المجتمع. تجربة مريرة ويروي عبدالعزيز بن عامر تجربته مع ابنه المصاب بالتوحد والتي وصفها ب «المريرة»، قائلا «طفلي مصاب بالتوحد المتوسط، فرط في الحركة وعدم التركيز وقلة الإدراك، وقد راجعت به عدة مستشفيات منها مستشفى الصحة النفسية ومستشفى الأطفال، ولكن للأسف الشديد لم نجد طبيبا يشخص الحالة أو يقدم شرحا منطقيا وتفسيرا علميا لحالته وكيفية التعامل معها، حتى تدهورت صحة ابني وتم إدخاله مركزا بدائيا للتوحد كلفني الكثير لعلاجه ومتابعته وتقويمه». ننتظر الصحة والشؤون الاجتماعية واستغرب طلال العتيبي غياب الدعم لهذه الفئة الغالية على قلوب الجميع، مضيفا «ندفع لدراسة شقيقي وتقويمه في أحد المراكز 2000 ريال شهريا، وهذا المبلغ قابل للزيادة حسب الحالة المرضية». وأضاف «محافظة الطائف لا يتوفر متخصصون في مستشفياتها، ولا توجد مراكز متخصصة لخدمة هذه الفئة، ونتطلع إلى لفتة إنسانية من قبل المسؤولين في وزارتي الصحة والشؤون الاجتماعية». أين الملايين وتساءل البعض من أولياء الأمور عن الملايين التي تخصص من أجل هذه الفئة، فيما الآباء والأمهات يصرفون على علاج أبنائهم وتعليمهم من حسابهم الخاص. تأخر معرفة الحالة من جهتها، أكدت فاطمة الراجحي مديرة أحد المراكز الأهلية المتخصصة في علاج حالات النطق والتخاطب في محافظة الطائف، أن الكثير من الأسر لا يعرفون حالة أبنائهم إلا بعد سنوات من إصابتهم بالتوحد، وهذا يقلل من فرص العلاج وبالتالي يزيد من نسبة الحالات. وأشارت إلى أن المركز يقدم الرعاية وتقويم السلوك وتهيئة الأطفال مصابي التوحد ضمن خطط مدروسة وبرامج يقدمها نخبة من المختصات والمختصين في هذا الجانب.