يشكل عدد من الأحياء القديمة بمبانيها المهجورة وأزقتها الضيقة، إلى جانب بعض الأحياء الحديثة التي تسكنها بعض الجاليات المخالفة، مرتعا خصبا لتجمعات مخالفي أنظمة الإقامة والعمل، وممارساتهم المشبوهة واحترافهم الجريمة ومن ثم انتشارها بشكل يهدد أفراد المجتمع، مع قلة وعي أفرادهم بخطرهم إذ لا يزال هناك من يتعاطف مع بقاء المتخلفين داخل مجتمعنا بحجة السعي وراء لقمة العيش، بينما هدف السواد الأعظم منهم الحصول على المال بأية وسيلة كانت. ومن تلك الوسائل ترويج المخدرات والمسكرات بأشكالها وأنواعها كافة، واحتراف السرقة والنصب، وبيع الأفلام الإباحية. في المقابل، هناك بعض أوجه الضعف في الرقابة من قبل أفراد المجتمع، وبعض الجهات الحكومية الأخرى، والمعنية بردع تلك العصابات واستئصال تواجدهم في المجتمع. مدير إدارة مكافحة المخدرات بمنطقة جازان، العقيد سعود العصيمي، قال إن الأحياء القديمة تظل أماكن آمنة لهؤلاء المتخلفين، ويتواجدون فيها بكثافة للوصول إلى مبتغاهم في المتاجرة في المخدرات وتدمير شباب المنطقة وإدخالهم في معترك الجريمة، ورجال المكافحة يقفون بالمرصاد ضد عصابات المخدرات المختبئين وسط تلك الأحياء ونطاردهم ليل نهار، وتم القبض على العديد منهم وجلهم من مجهولي الهوية ومقيمون بطرق غير شرعية، وهناك عوامل قوية ساعدت هؤلاء المتخلفين على بقائهم داخل تلك الأحياء ونمو نشاطهم وتوسع تجارتهم في المخدرات؛ من أهمها مشاركة المواطن في تهيئة الطرق للوصول إلى تلك الأحياء، وحصولهم على المأوى، وبهذا العمل يكون المواطن المتساهل معهم ساهم في تدمير الأمن وخراب نفوس أخوانه من أبناء الوطن، ونأمل أن يدرك المواطن أن أمن وطنه وتدمير أبنائه مرتبط بعدم تعاونه مع المقيمين بطريقة غير شرعية. الناطق الإعلامي بشرطة جازان، الرائد عبدالله القرني، قال إن هناك جهات عدة تساهم مع الأسف في تواجد عناصر الفساد داخل الأحياء، مثل أمانة المنطقة التي يقع على عاتقها إزالة المنازل المهجورة، حتى لا تشكل مأوى لعناصر الخراب والإجرام، مؤكدا على أن الجهات الأمنية تلاحق المفسدين أينما كانوا لقطع دابر نشاطهم والتضييق عليهم ومنع أساليبهم الإجرامية، مهيبا بكل مواطن أن يسارع في الإبلاغ عن المخالفين وعدم إيوائهم مهما كانت الأسباب والإغراءات؛ لأن أمن الوطن فوق كل اعتبار.