كشف ل «عكاظ» مساعد الرئيس العام لشؤون الأرصاد والمركز الوطني للأرصاد والبيئة رئيس اللجنة العربية الدائمة للأرصاد الدكتور سعد محلفي، عن إجماع عربي لرفع مستوى التوقعات والإنذار المبكر من الظواهر الجوية، لمواجهتها والتخفيف من آثارها. وأكد أن الآثار السلبية للتغيرات المناخية المتطرفة أدت إلى خسائر في الأرواح والممتلكات، وتأثر العديد من القطاعات التنموية في الدول العربية. وقال بما أنه لا يمكن إيقاف الظاهرة المتسببة في الكارثة، ولكنه يمكن الحد من مخاطرها، فإنه يقع على عاتق مرافق الأرصاد إصدار التحذيرات والإنذار المبكر من الظواهر الجوية الشديدة قبل وقت كاف، لتتمكن الجهات ذات العلاقة من الاستجابة والإخلاء، موضحا أن ذلك لا يتحقق إلا باستخدام التقنيات الذكية في الرصد والتوقعات مثل الاستشعار عن بعد ونماذج التوقعات العددية عالية الدقة. وأضاف: في إطار اهتمام صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز الرئيس العام بتطوير إمكانيات الرئاسة في مجال رصد الظواهر المناخية والتنبيه إليها أولا بأول، وضمن الجهود الحثيثة لمواكبة التطورات والأحداث أولا بأول خصوصا مع كثرة الظواهر الجوية والتغيرات المناخية السريعة، أنشأت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة قسم (الإنذار المبكر) الذي يختص بعرض معلومات متجددة للمتابعين لتوخي الحيطة والحذر من الظواهر الجوية المتوقعة، حيث يحتوي على معلومات مراقبة الظواهر الجوية والتنبيه لحالة الرياح ومدى الرؤية الأفقية وحالة السحب والتحذير من الظواهر الجوية الخطرة. ويهدف الإنذار المبكر وفقا لمحلفي إلى التنبيه عن الظواهر الجوية الشديدة قبل حدوثها، وذلك بمراقبة أجواء المملكة على مدار 24 ساعة، تحليل عناصر الطقس على نطاق ضيق، إصدار معلومات الاستشعار عن بعد على نطاق ضيق ومتابعة توقعات النماذج العددية، إصدار التنبيه والتحذير على المناطق المحتمل تعرضها لظواهر جوية شديدة وكوارث بيئية، وإيصال التحذيرات إلى القطاعات ذات العلاقة بالاستجابة آليا. وأشار أنه ضمن توجيهات الرئيس العام بالربط مع الإدارات المعنية وتلافي جميع المعوقات، قامت الرئاسة بالتعاون مع الدفاع المدني بتفعيل النظام الآلي للإنذار المبكر الذي يتيح الربط المباشر بين الجانبين لتحقيق أقصى سرعة في التعامل الاستباقي مع حالات الكوارث وغيرها التي تستلزم إجراءات معينة أو استثنائية. وبين أن رئاسة الأرصاد أتاحت معلومات نظام الإنذار المبكر إلكترونيا للجميع بما فيها معلومات رادارات دوبلر للطقس وعددها 11 رادارا، ومعلومات الأقمار الصناعية لعدد ثلاث قنوات، وكذلك منتجات النموذج العددي للرئاسة عالي الدقة، لإتاحة المعلومات للمستفيدين وللجهات البحثية. يشار إلى أن الوزراء المسؤولين عن شؤون الأرصاد في العالم العربي وعددا من الخبراء العالميين والمختصين كانوا قد اختتموا اجتماعهم أمس الأول في جدة بعد أن استعرضوا العديد من المواضيع منها تأثر العديد من الدول العربية بكوارث السيول الجارفة والفيضانات الناتجة عن سحب رعدية وشديدة أدت إلى هطول أمطار غزيرة في وقت قصير والتي تعمق تأثيرها في السنوات الأخيرة تبعا للمتغيرات المناخية.