طالبت المملكة القمة العربية بوقفة جادة لمواجهة التحديات. وقال رئيس الوفد السعودي سفير المملكة في مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية أحمد بن عبدالعزيز قطان في كلمة ألقاها في الجلسة الافتتاحية إن المرحلة الراهنة بالغة الدقة مما يتطلب الارتقاء إلى مستوى الطموحات والوقوف وقفة جادة تتناسب مع حجم التحديات على الساحتين العربية والدولية بما يحفّز الدفع بالتنمية الشاملة. ولفت إلى أن أبرز التحديات في العالم العربي هو التحدي الاقتصادي الذي تأثر به العالم بسبب الأزمة الاقتصادية التي ألقت بظلالها على جميع دول العالم والدول العربية منها. ودعت القمة في بيانها الختامي إلى حوار بين السلطات السورية والمعارضة، مطالبة دمشق بالتطبيق الفوري لخطة مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان. ونص القرار الخاص بسوريا الذي حظي بإجماع المشاركين في القمة على دعوة الحكومة السورية وكافة أطياف المعارضة إلى التعامل الإيجابي مع عنان لبدء حوار وطني جاد. وطالبت المعارضة السورية بكافة أطيافها بتوحيد صفوفها وإعداد مرئياتها من أجل الدخول في حوار يقود إلى تحقيق الحياة الديمقراطية التي يطالب بها الشعب السوري. ودعت الحكومة السورية إلى الوقف الفوري لكافة أعمال العنف والقتل. وأكد «إعلان بغداد» الذي صدر في ختام القمة على ضرورة «التمسك بالحل السياسي والحوار الوطني ورفض التدخل الأجنبي ودعم خطة عنان والتنفيذ الفوري والكامل لها». وطالب الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، دمشق بتطبيق خطة عنان المكونة من ست نقاط «بالكامل وفورا». وشدد على أن «الطابة في ملعب سوريا وعليهم أن يتحركوا إيجابا، وما يحدث بعد ذلك سيقرره مجلس الأمن»، مضيفا أن «المسار السياسي يأخذ بعض الوقت وهذا طبيعي لكن المطلوب وقف نزيف الدم». ومن جهته جدد زيباري تأكيده على أن «الأزمة السورية دخلت دائرة التدويل». وقد عقدت القمة العربية أمس على وقع أصوات الانفجارات إذ انفجر صاروخ قرب السفارة الإيرانية على مشارف المنطقة الخضراء شديدة التحصين في العاصمة العراقية حيث انعقدت القمة ما أدى إلى تحطم نوافذ مقر السفارة. كما سقط صاروخان آخران في منطقتين في غرب ووسط بغداد رغم حملة أمنية مكثفة تم خلالها نشر 100 ألف جندي إضافي وأغلقت شوارع وفرض حظر على حركة السيارات. وأكد الرئيس العراقي جلال طالباني في كلمته الافتتاحية ضرورة الإسراع في تطوير منظومة العمل العربي المشترك بما يتناسب وتحديات المرحلة. ومن جانبه تحدث الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي عن الأحداث الكثيرة التي حفلت بها المنطقة العربية منذ أكثر من عام، قائلا: إن التغيير في الدول العربية يتطلب منا الإنصات بإمعان لصوت الشعوب العربية والاستجابة لمطالبها والمساعدة في الوصول إلى تحقيق أهدافها. وقال أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إن أعمال قمتنا هذه تأتي في ظل استمرار الظروف الدقيقة التي يواجهها عالمنا العربي وما تفرضه هذه الظروف من تحديات ومسؤوليات علينا جميعا لذلك فإننا مطالبون الآن ومن بين أمور أخرى بمراجعة وتقييم ما تم اتخاذه من إجراءات للنهوض بعملنا العربي المشترك بما يحقق تطلعات شعوبنا في تحقيق الأمن والرخاء والتقدم والازدهار. وشدد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو على أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة الإسلامية. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن القضية الفلسطينية كانت دائماً مرتكزاً للعمل العربي المشترك. من ناحيته دعا الرئيس التونسي المنصف المرزوقي إلى تكثيف الضغط السياسي على النظام السوري. وطالب رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل الدول العربية بموقف حازم وواضح للإسراع في إيجاد حلول عملية لما يجري في سوريا مؤكداً دعم بلاده لتطوير العمل العربي المشترك بما فيها الجامعة العربية.