يضع المجلس الوزاري للجامعة العربية اليوم اللمسات النهائية على مشروع إعلان بغداد وجدول أعمال لقاء القمة الذي يعقد في بغداد غدا بغياب عدد كبير من القادة، ويتوقع أن تهيمن عليه الأزمة السورية وسط تباين في وجهات النظر حيال كيفية التعامل معها. بيد أن مشروع قرار سيعرض على اللقاء لاعتماده يطالب النظام السوري بالوقف الفوري لكافة أعمال القتل والعنف ويتهمه بارتكاب جريمة ضد الإنسانية في حي بابا عمرو في حمص. ويدعو مشروع القرار حكومة بشار الأسد وكافة أطياف المعارضة إلى التعامل الإيجابي مع المبعوث الأممي العربي المشترك كوفي عنان وبدء حوار وطني جاد يقوم على خطة الحل التي طرحتها الجامعة وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة. ويناشد المعارضة السورية بكل أطيافها إلى توحيد صفوفها. ويدعو مجلس الأمن الدولي إلى التحرك لاستصدار قرار يستند إلى المبادرة العربية وقرارات الجامعة يقضي بالوقف السريع والشامل لكافة أعمال العنف في سورية. وتوقعت مصادر عربية مشاركة في القمة في تصريحات ل «عكاظ» جدلا واسعا في الاجتماع الوزاري اليوم حول البند المتعلق بملف الأزمة السورية. وقال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في تصريحات للصحافيين في بغداد أن الموضوع السوري سيحتل مكانة بارزة فى المناقشات، معربا عن اعتقاده بأن القمة ستؤيد الخطة التي عرضها المبعوث الأممي العربي المشترك كوفي عنان. وأشار إلى أن جدول الأعمال يتضمن كذلك موضوعات القضية الفلسطينية والأوضاع فى اليمن والصومال، إضافة إلى قضايا أخرى مهمة، منها مخاطر التسلح النووى الاسرائيلي وأسلحة الدمار الشامل على الأمن القومي العربي. وفي هذه الأثناء يهيمن على الساحة العراقية جدل حول ضرورة تعرض القمة العربية لأوضاع العراق الداخلية وضرورة الحصول على الدعم العربي الكامل لحكومة المالكي. واختلف زعماء العراق في هذا الشأن قبيل انعقاد القمة، إذ طالب نائب رئيس الوزراء صالح المطلق بضرورة أن تتعرض القمة للأوضاع التي يشهدها العراق، غير أن المستشار السياسي لرئيس الحكومة علي الدباغ رد على الفور بنفي هذا الأمر تماما. وعلمت «عكاظ» أن أمير الكويت صباح الأحمد الصباح سيرأس وفد بلاده في القمة. بينما أعلنت الإمارات العربية المتحدة أمس أن وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور محمد قرقاش سيرأس وفدها في القمة. علما بأن وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان يمثل الدولة في الاجتماع الوزاري اليوم. كما أعلنت الجزائر أن رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح سيمثلها في القمة والمجلس الوزاري. وكان رئيس جزر القمر وصل إلى بغداد قبل أربعة أيام من موعد انعقاد القمة وهو أمر نادر الحدوث في أية قمة عربية.