تعتبر الإجازات المدرسية والعودة منها إلى صفوف المدارس عبئا ماليا على كاهل كل أسرة، خصوصا تلك الأسر التي لديها عدد من الأبناء في الصفوف الأولى والمتوسطة. وأكد غالبية أولياء الأمور الذين استطلعت «عكاظ» آراءهم أن لعودة الأبناء إلى المدارس تأثيرا كبيرا على ميزانية العائلة، مشيرين إلى أن هذه العودة الى المدارس بعد الإجازات القصيرة دائما ما تكشف الجانب الخاطئ من سلوكنا الاقتصادي. وقال أبو أحمد والد لأربعة طلاب يدرسون في المرحلة الابتدائية والمتوسطة «كما تكون الإجازة المدرسية مكلفة ولوكانت أسبوعا، تكون العودة إلى المدرسة بعدها مكلفة، وعندما تطلب إحدى البنات تغيير شنطتها المدرسية وشراء جزمة جديدة فذلك يعني تغيير كل الشنط والجزم. وبالنسبة إلي ليس هناك فرق كبير بين المصاريف التي أتحملها عند بدء الدراسة وما أتحمله بعد العودة من أي إجازة حتى لو كانت أسبوعا». من جانبه قال إياد، بائع في إحدى القرطاسيات الكبيرة في جدة إن الزيادة على طلب الأدوات المدرسية بعد الاجازة القصيرة ملموسة، مشيرا إلى أنها تصل إلى 25 في المائة خصوصا على مواد التربية الفنية والشنط المدرسية والكماليات مثل الشراريب والشرائط. وأضاف أن الأسبوع الاول للدوام المدرسي غالبا ما يشهد زيادة في عدد مرتادي المكتبات من الطلبة وأولياء أمورهم وهي أيام حركة لدى عموم المسوقين للأدوات المدرسية. وقال مسؤول تجارة الجملة في قرطاسية أخرى «بالطبع الإقبال على القرطاسية بعد الإجازة القصيرة ليس بحجم الإقبال لدى العودة الى المدارس بعد اجازتهم الكبرى أو نصف العام الدراسي، وبالتأكيد هناك زيادة وغالبيتها من طلبة المدارس الابتدائية خصوصا للأدوات المكتبية كالأقلام وخلافها والتي عادة ما تضيع منهم لصغر سنهم». أما عضو لجنة المدارس الأهلية في غرفة جدة الدكتور زهير حسين غنيم فقال «بالنسبة إلي كتربوي أنا من أكثر المطالبين بإلغاء مثل هذه الإجازات القصيرة لسلبياتها الكثيرة والتي لا تقتصر على الجوانب الاقتصادية التي تتحملها الاسرة فقط، بل لأنها وسيلة لزيادة نسب الغياب سواء في الأسبوع الذي يسبق الإجازة أو الأسبوع الذي يليها بنسب تصل إلى 40 في المئة، وبالنسبة إلى السلبية الاقتصادية فهي ظاهرة خطيرة خصوصا أن لبعض المدارس دورا كبيرا فيها، فهناك مدارس أهلية وحكومية تطلب طلبات من الطلاب وهناك الكثير من الطلاب خصوصا الصغار والفتيات يتعاملون مع العودة من هذه الإجازة القصيرة وكأنهم في أول أيام الفصل الدراسي مع أنه لم يتبق لنا من العام الدراسي سوى أسابيع قليلة». وأضاف «لا أجد حلا سوى بإعادة النظر في آلية التوعية والارشاد وتعليم المعلمين والابناء أن هذا السلوك خاطئ وغير منطقي ويلقي على كاهل الأسر أعباء مالية لا داعي لها كما يجب الحرص على تعليم الأبناء منذ الصغر كيفية المحافظة على أشيائهم وصيانتها».