العودة إلى المدراس يعني عودة الدماء في شرايين المكتبات ومحلات القرطاسية، ولكن دماء أصحاب المكتبات كادت أن تجف هذه المرة بسبب تأجيل المدارس، فأكد عدد منهم أن مبيعاتهم تأثرت بالتأجيل وتسبب ذلك في تكدس بضائعهم بشكل لم يسبق له مثيل. ويقول البائع أبو محمد: إن مبيعات هذه السنة هي الأسوأ مقارنة بالسنوات الماضية، ورغم انتظام طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية على مقاعد الدراسة إلا أن أصحاب المكتبات يعولون كثيرا على طلاب الابتدائية، مشيرا إلى أن طلاب هذه المرحلة هم الأكثر شراء من المكتبات خلافا لطلاب المراحل الأخرى ممن تكون مستلزماتهم محددة وليس فيها تنوع، «يحرص طلاب الابتدائية على اقتناء المستلزمات ذات الأشكال والرسومات المحببة لديهم مثل لولو كاتي وشخصية زورو وباربي والصديقات العربيات وستر وبري، على أن تكون جميعها طقما موحدا من دفاتر وأقلام وشنط مدرسية». وتبقى جودة الصناعة هاجسا يؤرق الكثير من أولياء الأمور، ولذلك يحرص أبو سعيد وزوجته على شراء النوعيات ذات الجودة العالية من الشنط، ويختاران محل قرطاسية معروف اعتادا على شراء مستلزمات أبنائهم منه، يقول أبو سعيد: «أبناؤنا ليس لديهم دراية بما يشترونه في الوقت الذي تتنافس فيه كثير من المكتبات في اختيار ما يلفت أنظارهم من أشكال ورسومات جذابة لكنها سرعان ما تستهلك في أيام معدودة». وأكدت أم نايف أن تأجيل الدراسة أعطاهم فرصة للتروي في اختيار ما يناسب الأبناء من المستلزمات المدرسية، خصوصا أن انطلاق مدارس المرحلة الابتدائية يأتي بعد أن يحل موعد الرواتب الذي ينعش الحالة المادية لدى كثير من الأسر ذوي الدخل المحدود. وطالب خالد عبد الله وهو متخصص في مبيعات المستلزمات المدرسية، بفرض رقابة من قبل وزارة التجارة على بعض المحلات غير المتخصصة كمحلات بيع الملابس والأدوات المنزلية التي تنافس المكتبات في بيع المستلزمات المدرسية بأرخص الأثمان، وللأسف تجد رواجا عند بعض الأسر. ولم تسجل حتى اليوم أي إحصائيات بحجم المبيعات، وذلك لعدم انطلاق المدارس في وقت واحد، بحسب رأي محمد العطية المدير الإقليمي لإحدى المكتبات المعروفة في المنطقة الشرقية، يقول: «لا توجد لدينا إحصائية لهذه السنة، والبضاعة الحالية توريد محلي، فحتى لو لم تجد رواجا سترجع للمستورد المحلي، ولكن نتأمل أن تنتعش أسواقنا مع انطلاقة المرحلة الابتدائية».