بعضهم يسميه ديربي الغربية، وآخرون يطلقون عليه «ديربي جدة»، وهناك من يقول «قمة جدة»، و«قمة الغربية»، وهكذا تكثر المسميات.. ويظل التنافس الأهلاوي الاتحادي مثار انتباه ومتابعة قطاعات كبيرة من محبي الفريقين العريقين. في كل مرة يتقابلان فيها، ومنذ عقود طويلة، ظلت هذه اللقاءات «الجداوية» الممتدة تحمل في طياتها دوما وأبدا كل عوامل الإثارة والتنافس والتحدي.. وهناك دوما عشرات بل مئات التبريرات والتفسيرات من مختلف الاتجاهات لطبيعة ومجريات وإفرازات هذا الديربي الكبير. ولم تقتصر هذه الطروحات على محبي وجماهير الناديين الكبيرين، فعلا لا قولا وادعاء، والقائمين عليهما ومنسوبيهما من لاعبين ومدربين وإداريين وغيرهم، ولكن هذا التنافس التقليدي تخطى ذلك ومنذ عقود، واستطاع أن يحوز اهتمام ومتابعة جماهير كرة القدم السعودية بصفة عامة.. وفي مناطق مختلفة، بل تعدى ذلك إلى الإطار الخليجي والعربي، خاصة في البلدان المجاورة للمملكة في كافة الاتجاهات تقريبا. تقرأ الصحف الرياضية والمتخصصة، وتتابع مواقع التواصل الاجتماعي، وتلهث وراء البرامج الرياضية التلفازية، وتستمع راضيا أو مرغما لبرامج إذاعية رياضية يتقن بعضها فنون الإثارة الرياضية المحببة، ويثيرك بعضها الآخر في طرحه الفئوي البالغ الإثارة والإيغال في اغتيال مبادئ رياضة أضحت هي ذاتها تنعى حظها، وتندب ذاتها بنفسها جراء ما يقذفها به «طالبو» الشهرة والباحثون عن الصيت والغنى معا.. تتابع كل هذا وغيره كثير، وتظن أن كرة القدم في طريقها إلى نهاية المطاف، وبلوغ المدى نتيجة «توقع» هذا .. أو رغبة ذاك بفوز فريقه المفضل، وصحة وسلامة ما يطلقه بعض من ابتليت بهم الأندية والرياضة عموما من الباحثين عن الظهور عبر المال أو الجاه أو الفرقعة الإعلامية، لا فرق. طالعنا الكثير مما أثير حول الأهلي والشباب والتنافس المحموم بينهما هذا الموسم على بطولة دوري زين.. الزين، وعرجنا على «مواقف» «يظنها» البعض «مبدئية» و«رياضة» بحتة، من استعدادات اتحادية غير روتينية للقاء الديربي الجداوي اليوم، وتمعنا كثيرا في «التفسيرات» و«التبريرات» الممكنة وغير المجدية لإراحة الاتحاد لبعض لاعبيه الأساسيين أمام نجران استعدادا للأهلي، و«دعما» للشباب كما «يؤكد» أو «يصر» البعض، وراجعنا اتهامات أخرى عن «التفاتة» أو دعم للاتفاق عبر «تأجيل» لقائه مع الرائد «ليتفرغ» «لتعطيل» الشباب.. و«إثارة» مسألة «أهلاوية» الحكم الراقي «خليل جلال».. وإصرار العزيز «عمر المهنا» على «نفي» هذه «التهمة» عن «جلال» وهي كذلك «كذبة» سخيفة لا تستحق شيئا! تابعنا كل هذا وأكثر منه عبر تصريحات انفعالية أو «واجبة» أو «مطلوبة» أو «لزوم» «رضا الجماهير» واستعطافها أو استدرار «شفقتها» أو «التلاعب» بعقليات بعضها أو إثارة «بعض» تعصبها.. بل وأكثر من ذلك من «اتهامات» أو «تبريرات» «مقبولة» منطقا.. وأخرى لا يجيزها أو يمررها أو يستمرئها عاقل .. أو حصيف..! مررنا بكثير من هذا في الأيام والسنين الخوالي.. ولكننا اليوم نشهده ونشاهده على وتيرة لم تكن كذلك فيما مضى.. حتى لو في «الأحلام» و«الأوهام». ما يشهده الوسط الرياضي والكروي على وجه التحديد يقود كثيرين إلى إعادة التفكير مليا بالمنظومة الكروية السعودية وإفرازاتها ومقوماتها وتفاعلاتها. حتى «الديربي» الجداوي التقليدي الذي قام على التنافس الرياضي الشريف.. يحاولون «اغتياله» اليوم عبر هذه التفسيرات و«الإطلالات» غير المحببة وغير المجدية إلا في إثارة النعرات و بث العصبيات المقيتة. بالله عليكم.. نسألكم: ماذا تجني الرياضة السعودية وجماهيرها من مثل هذا «الهراء» الذي «يتفضل» بل «يتطفل» به علينا صباح مساء هؤلاء الباحثون عن الشهرة ومتسولو الظهور.. ومحترفو «الحكي» و«التصريحات» «المخجلة» .. بل المضحكة المبكية.. وكأننا نخوض حربا ك «حرب داحس والغبراء».. ومن يكون أو يستحق أن يكون «أولا» ومن يحل «ثانيا» .. ولسنا في منافسة أخوية رياضية شريفة. ديربي الأهلي والاتحاد مثله مثل طيب الذكر ديربي الهلال و«النصر» هو في الواقع «حاضنة» رياضة جميلة لآهات وعشق كرة القدم التنافسية الجميلة البعيدة عن الضغينة والإسفاف والأحقاد ومحاولات التذاكي، والتنابز بالألقاب و«المسميات» من هؤلاء «الطارئين» الذي يشوهون كل يوم جبين ومحيا رياضتنا و«دربياتنا» الكروية الجميلة. أفيقوا يا لاعبي الأندية ومسيريها.. و«إدارييها» على كل المستويات.. واحفظوا لهذه الجماهير النقية احفظوا لها وحافظوا لها على «ديربياتكم»وتنافسكم الأخوي الجميل، وأبحروا بعيدا عن هواة الإثارة.. ومحترفي البغضاء، ومريدي الثرثرة والاستخفاف.. أفيقوا .. وعوا .. واستوعبوا.. لتدركوا جيد «الكلام» من رديئه وتفقهوا عبثية «الثرثرات» .. قدموا لنا «ديربي جداوي» يليق اليوم بعملاقي جدة وتاريخهما الرياضي الأخوي الجميل، بعيدا عن أي حسابات جانبية.. ك «الحرمان» أو «الكوبري» أو «الوقوف» مع ذاك ضد هذا.. فلم تكن الأندية السعودية ويجب أن لا تكون مقرا ولا معبرا «لشهوات» الطامحين إلى استحضار أي حضور «إعلامي» ولو عبر بوق.. أو بضعة أبواق؟!.