أسدل الستار الاثنين الماضي على أنشطة موسم طانطان الثقافي الذي أقيم تحت شعار «الموروث الثقافي اللامادي رافعة للتنمية المستدامة»، ولتقاربهما الثقافي والتراثي، احتفت محافظة طانطان بمنطقة حائل وربعتها على أريكة التشريف لدورة العام الثامن، نظرا لما تجسده حائل من تقارب ثقافي في التراث الصحراوي للمملكتين الشقيقتين، وقد جسدت ساحة « السلم والتسامح» ذلك التقارب بعروض فنية وفلكلور شعبي سعودي رائع لاقى استحسانا وتفاعلا من طرف جمهور الحاضرين الذين ملأوا المكان . وعلى غرار حفل الافتتاح الذي أعطى انطلاقته رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، عرف حفل الاختتام الذي حضره محافظ، إقليمطانطان أحمد مرغيش وسفير النوايا الحسنة لدى اليونسكو المكتشف الإسباني كتين مونيوث، قراءات شعرية باللهجة الحسانية والنبطية ولوحات فلكلورية صحراوية، إضافة إلى توزيع جوائز وشهادات تقديرية على المشاركين في مختلف فقرات هذا الموسم ذي الصيت العالمي . من جانبه، أوضح المدير التنفيذي لفرع الهيئة العامة للسياحة والآثار في منطقة حائل، ومدير مهرجان الصحراء مبارك السلامة ل «عكاظ»، أن زيارة وفد المملكة لمحافظة طانطان يأتي استجابة لدعوة كريمة من اللجنة المنظمة للموسم الثقافي من أجل تبادل الخبرات بين الطرفين، وذلك في إطار الرغبة في الاستفادة من التجربة التي راكمها موسم طانطان على مدى سنوات، حتى يتمكن نظيره مهرجان الصحراء في حائل، من الحصول بدوره على تصنيف منظمة اليونسكو كرائعة من روائع التراث الشفهي اللامادي في المملكة، وأضاف أن ثقافة الصحراء في كل من المملكة و المملكة المغربية، تحمل العديد من القواسم المشتركة، وتستمد مقوماتها من التاريخ الممتد عبر قرون . يشار إلى أن موسم طانطان لثقافة الصحراء اللامادية، أعيد إحياؤه كتظاهرة تراثية سنة 2004 بدعم من الحكومة المغربية والسيد كيتين مونيوث سفير النوايا الحسنة في اليونسكو، من أجل تكريس الاحتفاء بثقافة الترحال عبر استعراض مختلف مظاهر الحياة اليومية للإنسان الصحراوي، وإبراز تشبث المملكة المغربية بالحفاظ على تراثها العربي العريق وحمايته وجعله وسيلة لتنمية المنطقة، وتميز الموسم هذا العام باستعراض احتفالي جاب أهم شوارع المدينة، رفع خلاله علم المملكة العربية السعودية خفاقا في الأعالي يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وكان فرصة فنية قدمت خلالها فرقة المملكة لوحات فنية تعبر عن بعض أوجه حياة المواطنين الرحل في المناطق الصحراوية، إضافة إلى أنشطة الفرق الشعبية المغربية ووفد منطقة «حائل» .