يتأجج سباق تحقيق اللقب الأكبر في المسابقات السعودية (دوري زين) تواليا خطوة بأخرى، وقبيل المحطة الأخيرة (الأهلي والشباب)، فهما المسيطران على الوضع بحذاقة بالغة، ويمني أحدهما النفس أن يتعثر منافسه قبل هذه المواجهة الختامية، ويبدو أن من صدف الأقدار أن تأتي الموقعة الأخيرة بين الوصيف والمتصدر في انتظار ما ستسفر عنه الجولات المتبقية .. وباستثناء الجولة الأخيرة (26) فإن السباق يزداد سخونة بين المتنافسين (الشباب والأهلي) فالأول يلتقي الاتفاق كآخر اللقاءات الصعبة في هذا القسم من الدوري، ثم يواجه الأنصار (متذيل الدوري) فيما الأهلي أمامه لقاء مشابه للقاء الاتفاق والشباب في المرحلة (24) أمام الجار اللدود (الاتحاد) قبل أن يلتقي الرائد في بريدة. وحال تجاوز الشباب والأهلي لمنافسيهما (الاتفاق والاتحاد) فإن الحسابات ستكون أكثر دقة في لقاءي الجولة (25) أمام الأنصار والرائد، وبالتأكيد سيكون للقاء الختامي بين الأهلي والشباب طعم آخر. الشباب (المتصدر) جمع (59) نقطة من (23) لقاء وبخط هجومي بلغ تسجيله (46) هدفا، ولم يتذوق طعم الخسارة من (18) انتصارا وخمسة تعادلات، أما الأهلي فيقف ثانيا بفارق نقطة عن المتصدر، وبهجوم هو الأقوى بين فريق الدور ال 16 إذ سجل لاعبوه (54) هدفا، في حين تذوق الخسارة لمرة واحدة من الهلال وبعدد مماثل لعدد مرات فوز الشباب، غير أنه لم يقع في مطب التعادلات سوى أربع مرات. أدوات الفريقين ويحمل الفريقان كوكبة من النجوم والهدافين والحراس فالشباب لم تهتز شباكه في (23) مناسبة سوى في (15) مرة، قابله الأهلي بوضع مماثل تقريبا (19) مرة، إضافة إلى تميز تهديفي، فالشباب سجل له لاعب واحد، ناصر الشمراني (17) هدفا، ومن ثم ويندل جيرالدو (9) أهداف، وعدد (4) أهداف لمهاجمه الشاب مختار فلاته، بينما الأهلي سجل له فيكتور سيموس (19) هدفا وتلاه عماد الحوسني (15) هدفا، وتشارك كماتشو وتسيير الجاسم بأن سجل كل واحد منهما (6) أهداف بما يعني أن ثمة وفرة في الحلول التهديفية في الأهلي عكس الشباب، المعتمد فقط على الهداف الشمراني، وبمساندة من ويندل جيرالدو، في ظل رحيل هداف آخر (ياتارا) صاحب الأهداف الأربعة، حيث استبدل باللاعب البرازيلي ويندل. ودون شك تتجه الأنظار نحو لقاء (العروس) يوم غد بين الأهلي والاتحاد، ومواجهة الساحل الشرقي بين الاتفاق والشباب، وما سيفرزانه من نتاج، فقد يخسر الشباب أو يتعادل أو يفوز، وكذا الحال في جدة وماذا سيفعل الجار بجاره، لأن لقاء الذهاب انتهى أهلاويا، فيما خلص لقاء القسم الأول بفوز الشباب بهدف وحيد. ودون أن نصل للمرحلة قبل الأخيرة حين يلتقي الشباب الأنصار، وهو الهابط (حسابيا) وبات أمره محسوما، فيما أمام الأهلي لقاء صعب في بريدة في مواجهة الرائد المهدد بالهبوط إلى دوري الدرجة الأولى بنقاطه الحالية (22) رغم أنه يلتقي في جولة الغد الأنصار (الهابط) يتوجب على الشباب والأهلي أن يصلا (خط النهاية) بنقاط المواجهتين المقبلتين. توازن بالكم والكيف ويميز الشباب تواجد مدرب قدير وكفء، قدم فريقه في الموسم الحالي بشكل ثابت، وبتوليف مال إلى التوازن، عبر حراسة آمنة، ودفاع منظم، ووسط ديناميكي غلب عليه الطابع الدفاعي وهجوم فعال يجيد اقتناص الفرص، وامتصاص المواقع الصعبة، والقدرة على هز الشباك من أرباع الفرص. وفي الأهلي مثال نموذجي للانضباط التكتيكي بشكل لافت يقوده التشيكي جاروليم، وبحراسة متميز وقفت خلف الكثير من إنجازات الفريق في الموسم الجاري، ودفاع متفاهم يجيد التغطية وتخليص الكرات الهوائية والأرضية ويمتلك ميزة التهديف بالرأس والقدمين، والمشاركة في الهجمات من الأطراف، ووسط خبير وحيوي يمثل فيه (الرمانة) كوماتشو، وتيسير الجاسم، وبالومينو والوجه المشرق محسن العيسى، ويتنفس الفريق عبر مهاجميه (عماد الحوسني وفيكتور سيموس) كمهاجمين نموذجيين، يجيدان التقاطعات وتبادل الأدوار من حيث الصناعة، والنتاج، بطريقة ديناميكية وسريعة، يجسدان التفاهم الإلهامي، والتمركز الجيد، وقراءة احتياجات بعضهما بشكل غير طبيعي، إضافة لتحركهما المزعج دون حمل الكرة، ما يشكل ثغرات في الدفاعات المقابلة. الشباب يلحظ المتابع أن الشباب وخلال (23) مواجهة أنه يلعب بتوازن كبير بين الدفاع والهجوم، ويمثل خط وسطه منطقة الثقل في الفريق، بوجود خماسي خبير يمثل فيه فيرناندو منغارو القدرة الصناعية للألعاب إلى جوار القدرة التهديفية، إضافة إلى قائد الفريق أحمد عطيف صاحب النفس الطويل والقراءة الصعبة، وما يقوم به من أدوار إضافية إلى جوار الأدوار الهجومية، عطفا على الأوزبكي جيباروف، والبرازيلي ويندل صاحب النزعة التهديفية، ودعم مختار فلاته لهذا الخط ومشاركته في الهجوم، خلف المهاجم (النهاز) ناصر الشمراني، والأخير من نوعية المهاجمين أصحاب الصبر الطويل، ويتميز بقدرته على نفض غبار الكسل وقت يشاء، إذ يمض أغلب وقت المشاركات لتمشيط دفاعات الخصوم، حتى يلحظ الثغرة التي توصله بالهدف. ومن خلف هذه الشبكة يقف رباعي دفاعي يمثل فيه تفاريس ووليد عبد ربه الأداء الجاد والصرامة في التعامل مع المهاجمين، وبطرفين دفاعيين يمتلكان حرفة الهجوم وصناعة اللعب بحذاقة، بل يشكلان في غالب الأوقات جناحين وهميين يجيد الأول التوغل والعكسيات الهوائية، فيما معاذ يمتلك نفسا طويلا للجري طيلة أوقات اللقاء، والتسديد من على بعد مسافات كبيرة، وعكس الكرات من الثالث الأخير لملعب الخصم، فيما يمثل وليد عبد الله الثقة للمدافعين، وامتلاكه القدرات المختلفة التي تجعل مرماه آمنا. الأهلي والحال لا يختلف في الأهلي .. حيث الانضباط، والقتالية، والهدوء وقت أن يحتاج الفريق إلى ذلك، عبر (ترمومتر) دقيق وحساس ممثلا في البرازيلي كوماتشو، يشاركه السيطرة على منطقة العمليات لاعب فعال ومهاري (تسيير الجاسم) ومقاتل عنيف يجسده بالومينو، ولاعب مثالي في معطياته الفنية (محسن العيسى)، وبهجوم مزعج ممثلا في الثنائي عماد وفيكتور، ومن خلفهما دفاع قوي ومتماسك، يتميز طرفاه بالغزو المباشر والمشاركة الدائمة مع خط الوسط، فهما يلعبان في ملعب الخصم بشكل دائم، وتحديدا لحظة امتلاك الأهلي الكرة، ويمثل كامل المر رئة إضافية للفريق، عبر قطعه الكثير من المسافات على الخط الجانبي بتعقل كبير، فيما منصور الحربي يكمل تحركات كوماتشو من الجهة اليسرى، ويمثل جناحا رئيسا وقت انكماش رأسي الحربة (عماد وسيموس) في عمق دفاع الفريق المنافس، إضافة إلى قدرته على التوغل والتسديد على المرمى، فيما قدم الحارس ياسر المسيليم نفسه كواحد من أفضل حراس الموسم الحالي، وظهرت بوادر خبرة السنين والمشاركات السابقة على محياه.