حرم غياب الهوية الوطنية مواطنا من الحصول على وظيفة، أو التنقل بحرية بين المدن، في إطار عدم امتلاكه ما يثبت شخصيته، على الرغم من أنه ينتمي لأب سعودي. وفيما أشارت أسرة محمد الصومالي، إلى أن معاملتهم معلقة في الأحوال المدنية أكد خالد المهيني من إدارة العلاقات العامة بوكالة الأحوال المدنية بالرياض أن معاملة الأسرة مقيدة لدى الوكالة برقم، وقد صدرت لمدير عام الجوازات منذ 15/2/1432ه وعلى أسرة الصومالي مراجعة المعاملة لدى المديرية العامة للجوازات. وأوضح محمد الصومالي ل«عكاظ» أن والده توفى قبل أربعة عشر عاما: «وكنت حينها في الخامسة عشرة من عمري، عندما ذهبت لتحديث بيانات الأسرة واستخراج بطاقة أحوال شخصية في الأحوال المدنية، فأخبرني الموظف أن الإثباتات لا بد أن يتم تحدثيها من مصدرها الأساسي وهي مكةالمكرمة وفقا لمكان إصدارها، وأن الإجراءات ستنتهي خلال شهر ولا بد من إحضار جميع إثباتات الوالد، فقدمت لهم رخصة القيادة وبطاقة الأحوال وأصل بطاقة العائلة، وفور تسليمي لأصول الإثباتات أبلغني الموظف أن هناك معاملة ولا بد من متابعتها توضح أن والدي غير سعودي». راجع محمد وكالة الأحوال المدنية في الرياض عدة مرات لمعرفة سبب سحب الأوراق الرسمية، بالإضافة إلى عدم السماح له بمراجعة المكاتب الحكومية لكونه لا يحمل أصل الإثبات الشخصي، إلا أنه ما زال ينتظر منذ أعوام. وتشير هدى الصومالي شقيقة محمد إلى أن أسرتها تتكون من أخ وثلاث فتيات، من مواليد مدينة الجبيل الصناعية وساكنيها: «وبعد وفاة الوالد أنهى أخي الإجراءات الروتينية ومنها حصر الورثة وتملكنا البيت الذي نسكنه كونه تابع للشركة التي كان يعمل بها والدي، وأصبح لدينا راتب من التأمينات الاجتماعية، للأسف لا نستطيع صرفه والاستفادة منه، وخلال الأربعة عشر عاما الماضية مررنا بظروف عصيبة تقدمنا خلالها بشكاوى عدة لديوان المظالم وحقوق الإنسان، ولم يتم تصحيح وضعنا في الأحوال المدنية حتى الآن، إلى الدرجة التي تم فيها فصل شركة الماء عن وحدتنا السكنية منذ 175 يوما، وفصل الكهرباء عن المنزل بحجة وصول بلاغ عن وجود نزاع بين الورثة على المنزل، كما أننا لا نستطيع العمل كوننا لا نحمل أي إثباتات شخصية، على الرغم من أن إحدى إخوتي من فئة الصم والبكم وخريجة معهد الأمل بالدمام، حاصلة على جائزة الأمير محمد بن فهد للتفوق العلمي لثلاث مرات متتالية، وحازت على المركز الثاني على مستوى المملكة في الثانوية العامة، لكنها للأسف لم تكمل تعليمها الجامعي لعدم توفر بطاقة أحوال مدنية. وناشدت الجهات المختصة بسرعة التدخل لحسم أمرها وشقيقها وشقيقاتها.