لم يدر بخلد المسن علي مجرشي الذي يعتبر نفسه مواطناً سعودياً مع أنه لا يحمل الجنسية السعودية، أنه سيعيش طوال عمره مع أبنائه الثلاثة محرومين من الانتماء الحقيقي للسعودية (بدون)، بسبب رفض أبناء عمومته الاعتراف به، معتبرين أنه من أصول يمنية، على رغم أن زوجته التي توفيت حزناً، لعدم حصول زوجها على الجنسية هي ابنة عمه، وبحسب الزوج، فإن جهات حكومية أيضاً لم تنصفه، على رغم تأكدها من أنه لا يمت لليمن بأية جذور. وقال مجرشي: «عند وفاة والدي في الرياض عام 1406ه، طلب مني شقيق الوالد الانتقال إلى جازان برفقة والدته والاستقرار هناك، للعمل فيها بجانب أسرته وقبيلته»، لأن الرياض ليست مقراً للعيش بالنسبة لهم، لافتاً إلى أن والده لم يستخرج له أوراقاً ثبوتية قبل وفاته. وأضاف: «بعد الانتقال استخرجت شهادة إثبات موقتة بأنني سعودي الجنسية عن طريق شيخ القبيلة، وبعدها توفي شيخ القبيلة الذي كان يقف بجانبي في الادارات الحكومية، وبعد وفاته توقف تجديد الشهادات الموقتة، ولم تعترف القبيلة بأنني سعودي»، مشيراً إلى أنه التقى أمير منطقة جازان أكثر من مرة، لاستخراج الأوراق التي تثبت أنه سعودي، وأنه حوّل إلى الجهات الحكومية، إلا أن المعاملة تعود بالحفظ من دون علمه بالأسباب. وقال: «ذهبت إلى الجوازات في جازان، لاستكمال إجراءات إثبات الجنسية، فحوّلوني إلى القنصلية اليمنية في جدة، للتأكد من عدم وجود أية معلومات، أو ما يثبت أنني من اليمن»، وعلى رغم تأكد المسؤولين في جوازات جازان من أنه لا يحمل الجنسية اليمنية، إلا أنهم رفضوا استكمال أوراقه، لافتاً إلى أن زوجته توفيت بعد علمها بإيقاف وحفظ المعاملة من وزارة الداخلية، وعدم استحقاقي للجنسية السعودية، بعد أن أصابتها جلطة لم تدم بعدها طويلاً. وعن وضع أبنائه، قال: «للأسف أبنائي ما زالوا مثبتين بجنسية والدتهم السعودية، وأن الجهات المعنية رفضت استخراج بطاقات الهوية السعودية لأبنائي، حتى تستكمل أوراقي». وذكر أن الطامة الكبرى هي عدم الاعتراف به من أبناء القبيلة، لاسيما أن زوجته ابنة عمه وهي سعودية الجنسية، وعندما طلب شيخ القبيلة إحضار أبناء قبيلته للشهادة والتزكية رفضوا، بحجة أنهم لا يعلمون عن أمره شيئاً، مؤكداً في الوقت نفسه أن معظم الجهات الحكومية (وزارة الشؤون الاجتماعية والأحوال المدنية والجوازات) رفضت استكمال أوراقه الرسمية، وإثبات أنه سعودي «أباً عن جد». وعن الوضع المادي، تحدث بألم: «أعيش على مساعدة الآخرين، فهناك من يتصدق على أبنائي بمبالغ زهيدة، لا تصل إلى أكثر من 200 ريال في الشهر، لاسيما أن عدد أفراد أبنائي خمسة، إضافة إلى الزكوات التي يقدمها الآخرون بداية شهر رمضان»، مفيداً بأن الضمان الاجتماعي في منطقة جازان رفض حتى استقبال طلبه، بسبب عدم وجود ما يثبت أنه سعودي. وكانت «الحياة» حاولت الحصول على تعليق من وكالة وزارة الداخلية للأحوال المدنية بشأن قضية المسن علي مجرشي، إلا أنها لم تحصل على أي رد.