لم تقدم روسيا الاتحادية من قبل خدمة لأمريكا والغرب بالقدر الذي قدمته عندما أعلنت انحيازها الصلف للنظام السوري ضد شعب سوريا الأعزل. فكان في الموقف الروسي الأجوف، الأحمق أكبر وأعظم خدمة لواشنطن وحلفائها الأوروبيين لأن موقف موسكو أظهرهم باعتبارهم حماة للسوريين مدافعين عن قيم الحرية والكرامة الإنسانية، ضد الديكتاتورية والطغيان، ولو أنفقت واشنطن وحلفاؤها مئات المليارات من الدولارات للحصول على مثل هذه السمعة بين شعوب الأرض لما تحقق لهم ذلك ولكن الروس منحوها لهم وبلا مقابل، فأصبح العالم ينظر إلى الغرب على أنه الداعم الأصيل لحقوق وحريات الشعوب فيما ينظر إلى الروسي الغبي على أنه الداعم للظلم والعدوان والطغيان. وهكذا منحت موسكو بسبب غبائها ومحاولة إثبات وجودها بطرائق غير ذكية وغير مدروسة الغرب ما كان يتمناه من ذكر حسن وصيت دون أن يدفع لذلك أي ثمن، أما المكسب الهزيل الرخيص الذي كسبته موسكو إن كان في موقفها مكسب فهو أنها دعمت نظاما فاشيا آيلا للسقوط لعلها تنال من وراء ذلك سمعة ترفع من شأنها وتظهرها كقوة عالمية مرهوبة الجانب أو أنها تأمل من وراء ذلك أن تساوم على رأس الأسد أو الهر. ولكن مجريات الأمور قد تؤكد لها أنها قد خسرت سمعتها أمام العالم وبثمن بخس وربما بلا ثمن، فلا هي أظهرت نفسها أمام دولِه بأنها صاحبة موقف جدير بالاحترام ولا دعم موقفها سمعتها أو أعطاها أي حجم أو قدم لها مقابلا ماديا أو معنويا وإنما جلب لها اللعنة وسوء السمعة، وجلب لخصومها الذكر الحسن الذي قد لا يستحقونه، فأي خسارة لموسكو أعظم من هذه الخسارة، وأي حماقة سياسية تعدل مثل هذه الحماقة التي لا تعادلها إلا حماقة بكين التي سارت وراءها وهي مغمضة العينين لتجد نفسها خارج اللعبة فلا هي في العير ولا هي في النفير.. وأخيرا.. فإن شعب سوريا الأبي الذي ثار على الظلم والطغيان سيجد من يعينه على تجاوز محنته وعلى الخلاص مما هو فيه من أسر وتنكيل ولن تذهب تضحياته هباء: « فلا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر » . وقد لاحت بشائر الفجر الجديد على الرغم من أنف موسكووبكين وأتباعهم ومن سار على نهجهم من المنافقين!!. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة