وجهت وزارة الخارجية الإسرائيلية في تل أبيب أمس الثلاثاء انتقادا لاذعا الى روسيا على خلفية تحذيرات وزير خارجيتها سيرغي لافروف لوزير الخارجية افيغدور ليبرمان من مغبة توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الايرانية. وقالت الخارجية :» ان من يدعم طغاة مثل معمر القذافي وبشار الاسد ولا يتحفظ من جرائم انسانية تركتب بحق ابناء الشعب السوري فانه ليست لديه صلاحية اخلاقية ليعظ اسرائيل كيف يجب عليها التصرف. ورأت المصادر ان دعم موسكو المتواصل لسوريا يلحق الضرر بالمصالح الروسية اذ انها لا تقوم ببناء علاقات مع المعارضة السورية التي قد تتولى الحكم في دمشق في نهاية المطاف , مستذكرة ما جرى في اعقاب الموقف الروسي الداعم لنظام القذافي في ليبيا واضافت انه ليست لاسرائيل اي توقعات من روسيا في ظل الموقف الروسي المتشبث وبينت ان اسرائيل ترى انه اذا ما غيرت موسكو من موقفها من الملفين الايراني والسوري فان هذا الامر سيخدم مصالحها الشخصية . وتلقى رئيس لجنة الخارجية والدفاع في البرلمان الروسي «ميخائيل مرغلوف» توبيخاً شديداً من نظيره الإسرائيلي وعضو الكنيست «شاؤول موفاز» أثناء محادثتهما أمس في إطار الاجتماعات المنعقدة كل ستة أشهر للمنتدى المشترك لمجلس الشيوخ الروسي والكنيست. ونقلت صحيفة معاريف في عددها الصادر امس عن موفاز قوله لنظيره الروسي «الشعب اليهودي لن ينسى أبداً الثمن الذي دفعه الشعب الروسي في الحرب العالمية الثانية»، مضيفاً «نحن نستغرب من موقف روسيا وعلاقاتها مع الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط». وأعرب موفاز عن استغرابه من العلاقة الروسية تجاه ما وصفها بالمذبحة البشعة في سوريا، قائلاً «نحن نأمل من روسيا بالعمل وبشكل واضح ضد مجرمي الإنسانية وضد العمليات التي تهدد استقرار العالم وعدم دعم الأنظمة الظالمة». وتابع:»إذا لم تستغل موسكو موقفها ونفوذها لتقوية أمن إسرائيل فلا تلومونا عندما نعمل من أجل أمن إسرائيل أمام التهديدات التي تقف أمامها».ويشار إلى أن «ميخائيل مرغلوف» قد التقى رئيس الكنيست «روبين ريفلين» والذي سمع أقوالاً مشابهة لحديث «شاؤول موفاز» أعرب موفاز عن استغرابه من العلاقة الروسية تجاه ما وصفها بالمذبحة البشعة في سوريا، قائلاً «نحن نأمل من روسيا بالعمل وبشكل واضح ضد مجرمي الإنسانية وضد العمليات التي تهدد استقرار العالم وعدم دعم الأنظمة الظالمة». وتابع:»إذا لم تستغل موسكو موقفها ونفوذها لتقوية أمن إسرائيل فلا تلومونا عندما نعمل من أجل أمن إسرائيل أمام التهديدات التي تقف أمامها».من ناحية ثانية, نقلت صحيفة «يديعوت « امس استنادا الى مصادر استخبارية امريكية، ان الادارة الامريكية باتت على قناعة بأن اسرائيل قررت عدم ابلاغها بموعد الضربة العسكرية المحتملة التي ستنفذها ضد المنشآت النووية الايرانية. وأشارت الصحيفة إلى سببين يقفان وراء القرار الاسرائيلي عدم ابلاغ الادارة الامريكية بموعد ضرب ايران،الاول يتعلق بعدم رغبتها تحميل الولاياتالمتحدة أي مسؤولية عن هذه الضربة، خاصة لوجود قواتها في منطقة الشرق الاوسط والتي قد تتعرض للهجوم من ايران، وهو ما تعتقد اسرائيل انه الدافع الذي يحرك الولاياتالمتحدة في منع اسرائيل من الاقدام على توجيه أي ضربة عسكرية لايران، خاصة ان التقديرات الامريكية الاستخباراتية تؤكد بأن ايران ستحمل المسؤولية الكاملة عن ذلك للادارة الامريكية وسترد مباشرة ضد القوات الامريكية المنتشرة في المنطقة. اما السبب الثاني فيكمن في قناعتها بالنتائج التي ستؤدي لها هذه الضربة العسكرية والتي ستعطل المشروع النووي الايراني لبعض الوقت ، ولكنها سوف تحرر ايران من الالتزام بالرقابة الدولية على منشآتها النووية، ناهيك عن ان الضربة ستتسبب في تدهور الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط وتصاعد العنف الامر الذي سيؤثر بشكل كبير على المصالح الامريكية. ولفتت الصحيفة إلى أن المسئولين الأمريكيين يحاولون في الأشهر الأخيرة إقناع إسرائيل بأن الهجوم سيعرقل البرنامج النووي الإيراني بشكل مؤقت فقط, وسيتسبب بعاصفة دولية ستخرب الجهود الدولية المبذولة لإجبار إيران للتنازل عن برنامجها النووي بواسطة عقوبات وخنق اقتصادها. وفي سياق اخر, قال التلفزيون الإسرائيلي «القناة الثانية» أن الجيش الإسرائيلي يفسر تصاعد عمليات إطلاق القذائف الصاروخية في الفترة الأخيرة أنه بمثابة تضامن من قبل قطاع غزة مع الضفة الغربية في ظل التعاون بين حركتي حماس وفتح ومحاولتهما تشكيل حكومة الوحدة الوطنية. ونقلت القناة الثانية عن أحد الضباط الرفيعين في تشكيلة غزة قوله «إنه في حال تواصل عمليات إطلاق القذائف الصاروخية من الممكن أن يؤدي هذا الأمر إلى تصعيد الوضع, لذا فإن قيادة المنطقة الجنوبية استكملت خططها في حال تطلب الأمر تنفيذ عملية شاملة في العمق». ولفت إلى أن قوة حركة حماس تعاظمت بشكل ملحوظ حيث تزودت بأسلحة متطورة وقامت ببناء مناطق محصنة ومحمية غالبيتها تحت الأرض.وأوضح الضابط الرفيع أن الوضع هذا فرض على الجيش الإسرائيلي تغير نمط عملياته على طول الحدود مع قطاع غزة, ونقلت القناة عن ضابط آخر قوله «أتمنى ألا نكون قد اقتربنا من جولات مواجهة طويلة فنحن ندرس العدو ونتابع تطور قدراته والصواريخ المضادة لدروع والعبوات الناسفة والقذائف الصاروخية التي تطلق علينا».