اعتبرت مصادر دبلوماسية عربية رفيعة في تصريحات ل«عكاظ» أن الإصرار العراقي على عقد القمة العربية الخميس المقبل، بالرغم من تدهور الأوضاع الأمنية يعكس مصلحة عراقية بالدرجة الأولى لتلميع صورة حكومة نوري المالكي. وأضافت المصادر في تصريحات ل«عكاظ» أن هناك شكوكا في مشاركة عدد كبير من القادة العرب، موضحة أن تأكيدات الجانب العراقي أن حضور 9 من القادة العرب يعتبر كافيا لنجاح القمة، ماهي إلا محاولة يائسة لإضفاء طابع التمثيل الرفيع. وأشارت المصادر نفسها إلى أن نجاح القمة مرهون بقدرتها على معالجة المشكلات المزمنة المطروحة على جدول أعمالها، معتبرة أن حكومة المالكي لا تمتلك أدوات إنجاح القمة وأيضا حياديتها، خاصة فيما يتعلق بالأزمة في سورية ومن ثم فإن القمة لن تحقق نقلة نوعية بالعمل العربي. ويرى الدكتور محمد الزيات نائب رئيس المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط «أن هناك العديد من المشاكل تواجه قمة بغداد تتمثل أولها في التمثيل المنخفض للقادة بالإضافة إلى أن رئاسة القمة لن تتعامل بحيادية مع الملف السوري». وقال الزيات إن انعقاد القمة في العراق يعني إقرارا عربيا بالوضع الراهن لحكومة المالكي المذهبية، وهو الأمر الذي من شأنه أن يضفي الشرعية على توجهات هذه الحكومة. من جهته، شكك السفير هاني خلاف مساعد وزير الخارجية المصري السابق في نجاح القمة على ضوء الظروف التي تمر بها بعض الدول العربية، ومن ثم فإن قرارات القمة لن ترتقى إلى ما تشهده الساحة العربية من «فورة شعبية» ولن تعبر عن طموحات وتطلعات الشعوب. وأكد أن القمة قد تضع الجامعة في صندوق مغلق وتجعلها من أضابير التاريخ. إلى ذلك، وصل الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أمس إلى بغداد للمشاركة في التحضير للقمة. وأوضح نائب الأمين العام للجامعة أحمد بن حلي للصحافيين، بأن العربي سيجري مشاورات واتصالات مع المسؤولين العراقيين حول آخر التطورات، والاطلاع على الترتيبات الخاصة بعقد القمة العربية.