من حيث المبدأ، وفي حسابات المصلحة العربية العليا، يُعد إتمام عقد القمة العربية في بغداد ضرورة تصب في جانب المصالح العربية خاصة في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة العربية، ورغم كل المآخذ التي تسجل على حكومة نوري المالكي، إلا أن عقد القمة العربية في بغداد يشكل كثيراً من النقاط الإيجابية من أهمها: 1- تأكيد الانتماء العربي لدولة العراق التي حاولت بعض القوى الشعوبية إضعاف هذا الانتماء، وعقد القمة في بغداد بقدر ما يضعف تأثيرات هذا التيار لا بد وأن يعزز التيار العروبي المتمسك بانتماء العراق للعرب، وفي نفس الوقت، الفشل في عقد القمة في بغداد يضعف التيار العروبي ويعطي مبررات أخرى للشعوبيين للنأي بالعراق عن محيطه العربي. 2- الحضور المكثف للقادة العرب وللممثلين على مستوى عال لا يعزز فقط انتماء العراق لمحيطه العربي بل سيبعده عن القوة الإقليمية التي تحاول إبعاده عن العرب واختطاف القرار السياسي والهيمنة على موارده الاقتصادية. 3- نجاح عقد القمة العربية في بغداد وبحضور متميز لقادة دول الخليج العربية سيعزز التقارب الخليجي العراقي الآخذ بالتصاعد، وهذا سيحرر العراق من الحلف الإيراني - السوري المتداعي. 4- نجاح عقد القمة العربية في بغداد وصدور قرارات ذات ثقل نوعي سيعزز المسيرة السياسية في العراق ويجعل أطراف هذه العملية أكثر توافقاً خاصة إذا ما أصلحت العلاقة غير المتوازنة بسبب انحراف بعض الأطراف الطائفية اعتماداً على تدخلات قوى إقليمية خارجية يعرفها العراقيون جيداً. 5- نجاح عقد القمة العربية في بغداد سيعزز ثقة رئيس الحكومة نوري المالكي ويجعله يخفف من شكوكه وتخوفه من شركائه في العملية السياسية خاصة «السنة العرب» الذين طالبوا الدول العربية بالحضور إلى بغداد وبالذات دول الخليج العربي. 6- نجاح عقد القمة العربية في بغداد سيكسر العزلة العربية حول العراق، ويجعله أكثر فعالية وإسهاما في حل الأزمات العربية وبالذات الأزمة السورية بعيدا عن الإملاءات الإيرانية. 7- إتمام عقد القمة العربية في بغداد وإتمامها دون مواجهات ستعزز شبكة التفاهم السياسي الخليجي والعربي مع القيادة العراقية ويدخل العراق عضواً فاعلاً يعزز الحضور الدبلوماسي الخليجي. 8- إكمال عقد القمة العربية في بغداد سيعزز الاتجاه بتسهيل الاستثمارات والتجارة الحرة والبنى التحتية من طرق ومواصلات واتصالات وإسكان في العراق مما يعيد الحضور الاقتصادي العربي وبالذات الخليجي للعراق مثلما كان قبل التغيرات التي حصلت في العراق. 9- يعد عقد القمة العربية في بغداد -ومهما كان مستوى التمثيل- تفعيلاً بصورة أفضل ل»البوابة الشرقية» للعرب، وبدلاً من أن تكون هذه البوابة لشن الحروب تكون بوابة لتعامل متكافئ مع القوى الإقليمية دون السماح لها بالتدخل في الشؤون العربية وقبل ذلك في الشؤون الداخلية العراقية.