انتهى الروائي علوان السهيمي مؤخرا من إنجاز روايته الجديدة «القار»، التي ستصدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع في بيروت، و«القار» هي رواية السهيمي الثالثة بعد روايتيه «الدود»، و«الأرض لا تحابي أحدا». وعن الراوية قال السهيمي ل«عكاظ»، «الرواية عبارة عن دراما اجتماعية، تقوم أحداثها وفق ثلاثين يوما، تحكي أحداث هذه الأيام الثلاثين، كل يوم في فصل مستقل، بمعنى أن الرواية في المجمل ثلاثون فصلا»، مضيفا «عندما أكتب رواية ما فما يهمني بالدرجة الأولى ألا أكرر نفسي، لذا استخدمت تقنية في هذه الرواية لم استخدمها أبدأ في رواياتي، وكانت بالنسبة لي تحديا حقيقيا، فالترتيب الزمني للرواية جاء معكوسا تماما، بحيث بدأت باليوم الثلاثين نزولا إلى اليوم الأول، لكن أيضا يمكن للقارئ إن أراد أن يقرأها بطريقة منطقية أن يبتدئها بالعكس، بحيث يبدأ من الفصل الأخير الذي هو اليوم الأول ويقرأ الرواية بطريقة عكسية وصولا إلى الفصل الأول الذي هو اليوم الثلاثين، وببساطة هذه الرواية يمكن للقارئ أن يقرأها من الجهتين». اختزال المشاهد وعن اختيار اسم «القار» عنوان للرواية أجاب: «أعتقد بأن اختيار العنوان أمر مهم جدا حينما تكتب نصا أدبيا، فإن لم توّفق لاختيار عنوان مناسب، فأنت تصدر رواية غير مكتملة، والقار هو أنسب عنوان في تصوري لهذه الرواية، لأنه يختزلها اختزالا فظيعا، فكيف يمكنك أن تختزل آلاف الكلمات، ومئات المشاهد في كلمة واحدة، فهذي هي الصعوبة في تصوري». كشف العورات وحول مقارنة الرواية بأعماله السابقة، وما إذا كانت امتدادا للروايتين السابقتين قال «أعتقد بأن كل رواية من رواياتي لها عوالمها، وتعد نسيجا لوحدها، لكنها تتقاطع في مسألة العلاقات الإنسانية في مجتمعنا، والعورات التي تشوه هذا المجتمع، فأنا كشفت كثيرا من العورات التي نعاني منها في هذه الرواية، ورواتي تكشف كيف يمكن أن يتعايش البشر وفق لونين مختلفين تحت سقف واحد، وأعتقد أيضا بأنها تتقاطع مع رواية «الدود» في مسألة وجود الآخر، فالآخر في هذه الرواية حاضر بقوة، لأنه يمثل شخصية رئيسية من شخصيات العمل وهي بطلة العمل «سحر بياض». اللغة السردية وعن لغة السرد التي كتب بها الرواية وهل هي لغة تقترب من الشعرية كما في رواية الدود، وكيف ينظر للغة السردية قال «حاولت قدر المستطاع التخلص من الكلمات التي لا طائل منها في العمل، أو الجمل التي تزيد من تخثر السرد، لذا أعتقد أن هذه الرواية هي أخف رواية من رواياتي من ناحية اعتمادي على اللغة كعنصر مثير داخل العمل، فاللغة السردية في الرواية تسير بهدوء وسلاسة مطلقة، وأعتقد بأن القارئ الذي قرأ رواية الدود، ورواية الأرض لا تحابي أحدا سيجد لغة مختلفة تماما في هذه الرواية، لا من ناحية البساطة أحيانا في الكتابة، ولا من ناحية خلوها من الاستطراد والحشو، وأتصور بأننا حينما نكتب رواية يجب أن نبتعد كثيرا عن اللغة التي تزيد من ترهل السرد، وتجعله يفلت منا أحيانا، فاللغة السردية تقول الأشياء بأسهل طريقة ممكنة، لكن هذا لا يعني أنني تخلصت من طريقتي في فلسفة الأشياء، أبدا، فأنا مازلت مصرا بأننا حينما نكتب رواية ما فنحن لا نكتب الأحداث وكفى، إنما نكتب فلسفة هذه الأحداث، والنظر للأشياء بزوايا متعددة» وعن المكان في الرواية قال السهيمي «تدور أحداث هذه الرواية في تبوك، رغم القفزات التي تنقلنا أحيانا إلى دمشق كونها البلد الرئيس للشخصية المحورية في الرواية «سحر بيّاض»، لكن في المجمل المكان المسيطر على العمل هو تبوك، وكان حاضرا بشكل كبير في الرواية»