أوضح الفنان التشكيلي عبدالعظيم الضامن، أن فن المنمنمات، هو عبارة عن تزيين المخطوطات والكتب التاريخية والعلمية ببعض الصور التوضيحية، وقل في محاضرة ألقاها مؤخرا في فرع جمعية الثقافة والفنون في الدمام : «يعرف فن المنمنمات، أو المنياتور، اليوم في العالم الغربي على أنه فن إسلامي، وهو يعكس هذه الحقيقة بأن الإسلام لم يكن عائقا أمام الفنون، بل إن الفنون المختلفة تطورت وازدادت تألقا وتميزا في فضائه، ثم إن الأهم هو نشوء ما يمكن تسميته بجمالية إسلامية خاصة، نابعة من الحس الحضاري الرفيع، والعمق الروحي الذي من الصعب أن نجد مثيلا له في فنوننا المعاصرة اليوم»، وأضاف «ربما لهذا السبب نشاهد إقبال الجمهور الغربي على الفنون الشرقية، بينما لا نلحظ الاهتمام ذاته من جانب الجمهور الشرقي نفسه في غالب الأحيان». وبين الضامن أن من مميزات المنمنمات العربية والإسلامية، أنها مسطحة ذات بعدين طول وعرض، ولم يلجأ المزوق إلى التجسيم عن طريق رسم البعد الثالث للأشياء والاعتماد على خداع البصر، بل إن العنصرين الأساسيين في المنمنمة هما: الخط والبقعة اللونية، حيث يحدد الخط البقعة. كما أن التلوين اقتصر على الكتل فقط، وقال: «يحتل الإنسان مكانا كبيرا في المنمنمات، ويأتي بعده بالدرجة الثانية الحيوانات والنباتات والعمائر، وقد أعانت دقة رسم العمائر المؤرخين على إرجاع نسبة التصوير إلى المدينة المرسوم فيها من خلال شكل الأقواس والعناصر الزخرفية التي تزينها»، وأضاف«نلاحظ في فن المنمنمات بوضوح الخروج عن الواقعية الحرفية عند مقارنة حجم بعض عناصر اللوحة إلى العناصر الأخرى المحيطة بها، مثلا؛ نسبة حجم الإنسان إلى العمائر، حيث يبدو الإنسان كبيرا جدا بالنسبة لها، إشارة إلى أن الإنسان هو الموضوع الرئيسي والمركزي في اللوحة، وأكثر من ذلك يحدث في أحيان كثيرة تباين في الحجم بين حجم الإنسان في نفس التصوير، فتبدو إحدى الشخصيات أكبر حجما من الأخريات؛ للدلالة على أهمية هذه الشخصية الاجتماعية أو السياسية أو الدينية؛ كأن يكون أميرا أو ملكا أو شاعرا». واختتم الضامن محاضرته قائلا:«أبرز ما يميز هذه المنمنمات أنها واقعية تمثل حياة المجتمع العربي الإسلامي المعاصر، فنرى فيها عادات الأمة، وتقاليدها وقيمها في البيت والمسجد والمكتبة والقرية وغيرها، فهي في هذا المجال وثائق تاريخية، إضافة إلى قيمتها الفنية».