•• لا أحد يأخذ مكان أحد.. إذا عرف كل أمرئ مكانه.. فالذي ينظر إلى الناس من فوق سيبقى أبدا غير قادر على معايشة الناس على الأرض. •• والمنافق الذي يتطلع إلى الأعلى لن يصيبه إلا تصلب عنقه الدامي.. وإن أفلح اليوم فلن يلبث أن يسقط غدا وذلك قدر المنافقين الذي لا مفر منه. •• المهم أنهم يتصاغرون في عيون الناس مهما كبروا.. •• ولكي تصبح ذا أثر وتأثير في حياة الناس ينبغي أن لا ترفع رأسك أكثر مما يجب ولا تخفضه أكثر مما يجب. •• فالتكبر والتعالي والتجبر على خلق الله قد يسقطك ولا يرفعك. •• والذل والمهانة والخضوع للباطل والخنوع قد يهوي بك إلى أسفل السافلين. •• وكلاهما طريقان يؤديان إلى تلك الأبواب المغلقة للنجاح فلا الكبرياء يوصلك ولا الخنوع والنفاق يشفعان لك وقد تعاني بكل تأكيد مشقة كبرى بين هذه وتلك.. •• ومن كان «ذنبا» لن يكون «الرأس» حتى وإن اختفت كل الرؤوس.. •• وقد تكون المعضلة لكثير من الطامحين والسائرين إلى فوق أنهم لم يعرفوا كيف يصعدون السلم الملتهب تحت أقدامهم.. •• وحتى أولئك الذين حملتهم الصدفة إلى الأعلى لم يحسنوا إطفاء النار المشتعلة في صدورهم من فرط العناء والتعب قبل وصولهم.. ولهذا فإن الحقد والرغبة في الانتقام يفسدان لذة الانتصار والنجاح.. •• وغالبا كل الذين عملوا في السياسة ونصبوا المشانق لخصومهم بعد أن تسلطوا وحكموا.. وانتقموا لم يسلموا قط ممن جاء بعدهم.. فالطغاة اليوم سيجدون غدا طغاة أشد بأسا وجبروتا منهم.. •• وفي بعض دول العالم العربي تقليد قومي لم نبرحه ولم نتخلص منه.. فالحاكم السابق «مخطئ » و «فاسد» و «ظالم» و «حرامي» والعديد من النعوت والشتائم والسباب.. أما من يأتي بعده سواء عبر الانقلابات العسكرية.. أو عبر صراخ البرلمانات وهي غالبا لا تغير شيئا ولا تتغير.. المهم أن الخلف الذي سوف يطلقون عليه المنقذ.. والمخلص.. وربما ملاك الرحمة.. لن يلبث طويلا حتى ينعت بأقبح الصفات.. عند عزله.. •• و «بعدين» هل ينتظر العرب حكاما هابطين من السماء ليس لهم صفات البشر... ثم أليس من يولى ويحكم في البلدان العربية التي تكثر فيها الفوضى والحروب والفتن هو واحد منهم ومن سيأتي بعده هو منهم أيضا.. •• نعم ... إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم... ولا أزيد. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 254 مسافة ثم الرسالة.