• أعمل في وظيفة مستقرة، ومتزوج ولي أبناء، ولكنني كثيرا وبدون أسباب احتاج إلى الانعزال عن كل من حولي حتى زوجتي، ولا أعرف سبب ذلك، أخشي أن يكون الأمر مرضيا ويستوجب العلاج النفسي؟ صالح مكةالمكرمة الدكتور محمد الحامد استشاري الطب النفسي يقول: يا أخ صالح، الحمد لله أنك بخير ولا تشكو من أي مرض نفسي، كما يبدو من وصف قصتك، والجميل في كلامك أنك مستقر وظيفيا واجتماعيا، أما من ناحية العزلة فالإنسان بشكل عام كثيرا ما يحتاج إلى العزلة مع النفس لفترات بسيطة، وهذا يشكل من الأمور المحمودة، وقد يكون ذلك ترجمة لمراجعة النفس والتخطيط للحياة والمستقبل بشكل جيد، أما إذا كان الميل للعزلة بشكل كبير وفي معظم الأوقات فلا يعتبر هذا الأمر محمودا، فقد يكون أحد أعراض مرض الاكتئاب، وقد يكون ناتجا عن وجود اضطراب وخلل في الشخصية أو ضعف في الثقة بالنفس أو بالآخرين أو الإصابة بأي مرض نفسي آخر حسب الأعراض الأخرى المصاحبة للعزلة، ومن أهم الآثار المترتبة على كثرة الميل للعزلة والانطواء هو فقد المهارات الاجتماعية اللازمة للتعامل مع المواقف الاجتماعية المختلفة، أو مع الأشخاص الآخرين، وقد تؤدي كثرة العزلة إلى الإصابة بالعديد من الأمراض النفسية إلا إذا كانت العزلة لغرض واضح كطلب العلم والبحث العلمي أو العبادة، ففي هذه الحالة تكون هذه العزلة عزلة محمودة ولا تتطلب عزلة كاملة عن المحيطين من الناس والمجتمع، فنصيحتي لك أن لا تكثر من العزلة غير المبررة حتى لا تصبح عزلتك مرضية وتتطلب التدخل العلاجي النفسي.