تناولت دراسة الدكتور عبدالناصر الزهراني التي حصدت جائزة ومنحة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لدراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية في مجال المقالة العلمية التي عنونها ب(دراسة الوضع الراهن لمبنى مسجد وسبالة موضي بمحافظة الدرعية)، الوضع الراهن لمبنى المسجد والسبالة ملقيا الضوء على الحالة الراهنة للمبنى والسبالة في حي الطريف بالدرعية، حيث ركزت الدراسة على تسجيل وتوثيق معمار المبنى مع دراسة مظاهر التلف الإنشائي لعناصر المبنى من جدران وأعمدة وأسقف ومواد البناء المختلفة المكونة له ثم تحليل مسببات مظاهر التلف والتدهور المختلف للوقوف على عوامل وقوى التلف المؤثرة على مسجد وسبالة موضي، ووضع التوصيات الخاصة بالعلاج والترميم والصيانة للمبنى. وأوضح الدكتور الزهراني الذي يشغل منصب رئيس قسم إدارة موارد التراث والإرشاد السياحي في كلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود، أن حي طريف جزء من الدرعية، كما يصفها ابن بشر في أيام الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن سعود بقوله: «لقد رأيت الدرعية.. وما فيها من الأموال وكثرة الرجال والسلاح المحلى بالذهب والفضة وما عندهم من الخيل الجياد والنجايب العمانيات والملابس الفاخرة والرفاهيات ما يعجز عن عده اللسان، ويكل عن حصره الجنان والبنان، ولقد نظرت إلى موسمها يوما، وأنا في مكان مرتفع، بين منازلها الغربية التي فيها آل سعود المعروفة بالطريف وبين منازلها الشرقية المعروفة بالبجيري التي فيها أبناء الشيخ (يقصد أبناء الشيخ محمد بن عبدالوهاب)، ورأيت مواسم الرجال في جانب، وموسم النساء في جانب، وما فيه من الذهب والفضة والسلاح والإبل والأغنام، وكثرة ما يتعاطونه من صفقة البيع والشراء والأخذ والإعطاء وغير ذلك، وهو مد البصر لا تسمع فيه إلا كدوي النحل في لغط الأصوات وقول بعت واشتريت، والدكاكين على جانبيه الشرقي والغربي مملوءة من الهدم والقماش والسلاح وغير ذلك من الأمتعة ما لا يكاد يحيط به الوصف، فسبحان من لا يزول سلطانه وملكه». ويؤكد الدكتور الزهراني أن إعلان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، عن موافقة لجنة التراث العالمي على تسجيل حي الطريف في الدرعية، في قائمة التراث العالمي، التابعة لليونسكو، خلال اجتماع لجنة التراث العالمي باليونسكو في دورتها الرابعة والثلاثين المنعقدة في مدينة برازيليا في البرازيل يعد حدثا تاريخيا، فقد أجمع العرب قاطبة على تسجيل هذا الحي التاريخي في قائمة التراث العالمي، كيف لا ومنه انطلقت كلمة التوحيد بعد أن عم الجهل معظم أجزاء شبه الجزيرة العربية. ويزيد الدكتور الزهراني في حديثه عن الحي «في هذا الحي كان اللقاء التاريخي الذي جمع بين الأمير محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب فكانت بذرة الخير التي نتفيأ ظلالها اليوم، في هذا الحي وفي الدرعية انتشر الإسلام من جديد في أرجاء شبه الجزيرة العربية، وعم الرخاء والأمن والأمان حتى إنه كان يسافر التاجر بمفرده في الصحراء وهو في أمان، وينام البدو من دون خوف أن تسرق مواشيهم من قبل سلاب الليل. هذه هي الدرعية وهذا هو الحي الذي نحن بصدد ضمه إلى قائمة التراث العالمي، لحفظه للأجيال القادمة، فهو من الأماكن التي لا يوجد بديل يعوض عنها، فهنيئا لنا بذلك».