وللإجابة على العنوان، نحتاج لقضية ما لنحدد حجم الخلل، ويخيل إلي أفضل قضية هي «مبنى المدرسة الابتدائية 24 للبنات» القائم حتى كتابة المقال في حي الشفا بالرياض، الذي استلمته وزارة التربية والتعليم عام 1431ه ، ثم وتجاوبا مع ملاحظات «الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد» ، أغلقته بعد التأكد من أن المبنى يهدد حياة الطالبات والمعلمات. فهو أي المبنى يعاني من هبوط وتشققات في أغلب أجزائه، وتسرب بالمياه لم يعرف مصدره، وكوارث في تمديدات الكهرباء، وبالتأكيد هو خال من عوامل السلامة حتى لوحة «مخرج طوارئ» لم تعلق. حين نضع هذا المبنى تحت «المجهر» لمعرفة خلايا الخلل، سيظهر لنا سريعا «المقاول» ، ولكنه هو الحلقة الأضعف، فالمقاول شخصية «براجماتية» تعيش حسب الواقع، إن كان الواقع يتيح له أن يبلع ثلاثة أرباع التكلفة، سيعمل وفق هذا الواقع، إن لا يبيح له كل هذه الأرباح سيتشكل مع الواقع. إن دققت أكثر في الخلية / القضية التي وضعتها تحت «المجهر» ستجد حلقات مترابطة مع المقاول وإن لم تظهر بسهولة، فحلقة «كراسة المواصفات والمقاييس وشروط المناقصة» هي الأولى، فمن وافق على هذا المقاول ؟. الحلقة الثانية الإدارة المسؤولة عن تسلم المبنى بعد الكشف فنيا «هندسي صحي كهربائي» ، فمن هم الذين وقعوا على الاستلام ؟. إن أمعنت النظر في «المجهر» ستجد حلقة بعيدة عن حلقة المقاول لكنها مرتبطة بباقي الحلقات، فمن كشف على المبنى ووقع بموافقة المبنى لشروط السلامة ؟. هذا التدقيق سيكشف لك حجم الخلل، وأنه ليس مرتبطا بمقاول «ما يخاف الله» كما يقال، بل وبفساد إداري في عدة مؤسسات متداخلة، إن أحسنت النية فيها قلت: موظفون متقاعسون، لا يقومون بعملهم الذي يستلمون عليه مرتبات، فيوقعون بالموافقة على استلام المباني من مكاتبهم. لن أقول: إن أسأت النية، يكفي أن تحسن النية بهم لتفصلهم على أقل تقدير.. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة