هي ثقافة ليست جديدة علينا وان اختلفت مقوماتها ومصادرها وبيئتها حسب المكان والزمان ومتغيرات العصر فثقافة المطب التي ينبغي أن تدخل ضمن المناهج الدراسية في تلك المدارس التي تحتضن فلذات أكبادنا وتقع على جنبات الطرق السريعة ووضعهم تحت الإقامة الدراسية الإجبارية في هذا الموقع حيث رسي العطاء أو مشروع الاستئجار على صاحب المبنى بالطرق الهلامية (عفواً : النظامية ) المنتفعة أقصد المتبعة في مثل هذه العقود دون التفكير بالمصير المجهول لهؤلاء الأطفال جراء حوادث السير وإقامة مطب واحد على الأقل للاطمئنان على حياتهم الرخيصة عند المسئولين ورغم النداءات وتعالي الصيحات والمخاطبات الا أن البلاطة المزعومة قد اتخذت موقعها المناسب وحالت دون سماع ألمسئول لأي استغاثة صادرة من هنا أوهناك في منافذ الأحياء السكنية أو المراكز التجارية على الشوارع الرئيسة أو الطرق السريعة , أما المطالبة بإقامة ممرات أو جسور للمشاة تحاكي الواقع الملموس وتجسد المطلب الطبيعي في مثل هذه المواقف فتلك من المحرمات التي لا ينبغي على المواطن التطرق إليها من قريب أو بعيد استنادا على أصول فقه المشرّع للمشروعات الخدمية والذي يصنّف المواطن و المواطنة وما يحتاجه من خدمات ومشاريع تنموية حسب الموقع الجغرافي أو التقسيم الإداري للمناطق , إلا أنّ هذا الفقه قد تم تطويره وتحديثه بما يلائم الظروف المعيشية ويواكب متطلبات العصر ويتفق مع نهج وفن وحرفنة الكبار في نهب المال العام واغتيال حقوقنا المشروعة في جل مشاريعنا والذي يجيز للمسئول مالا يجيزه للمواطن ويبيح للمقاول مالا يبيحه لغيره . أما ثقافة البلاطة فقد استحدث أخيراً لتحل محل تلك الثقافات أو المفاهيم القديمة عن علي بابا والأربعين حرامي رغم شفافية وصراحة مصادرها لذا جاءت البلاطة كمشروع تطويري لخبرات المواطن وتغيير قناعاته حول بعض المفاهيم البديهية المفسرة لحدث أو موقف ما بصرف النظر عن حجم الحدث وظروفه وأبعاده الإنسانية وآثاره الناجمة الحالية والمستقبلية وما يمكن أن ينتج عنه من ضحايا أو خسائر في الأرواح والممتلكات ثقافة عصرية تحوي ضمن أهدافها الصريحة أن يكتسب المواطن أو المواطنة الجلادة والصبر عند الكوارث أو الأزمات مهما بلغت حجم الخسائر والنظر مستقبلاً لحجم التعويضات المادية والتي سيظفر بها مثلما حصل في كارثة سيول جدة أو النازحين أخيراً أما الهدف الآخر والغير مضمن في أجندة رواد تلك الثقافة فيدعو الى التطبيق العملي والميداني للحديث الضعيف \"وإذا بليتم فاستتروا\" أي التستر على كل من استتر لغة وشرعا عن الظهور في مواقف الإدانة أو المساءلة وهو ضليع في المتاجرة بالضمائر والأرواح مضطلع في مسرح أحداث الكوارث والأزمات . وشكراً بلاطة جامعة جازان لقد كنت دليلاً لمن لا دليل له لأن غداً لا سمح الله لن يجد الأبرياء حسب القاعدة (المتهم بريء حتى تثبت إدانته) بلاطة تواري جثمان الضحايا كما وارت هذه البلاطة المقصرين والمتقاعسين وبالعربي الفصيح (المتورطين) بالتلاعب في مسيرة التنمية أو تعطيلها . والحمد لله من قبل ومن بعد وإنا لله وإنا إليه راجعون .