ما زالت موجة الغبار تفرض حضورها في الكثير من المناطق ما تسبب في تعليق الدراسة في بعض المدن والقرى التي تتسيد فيها الغبرة، خاصة في جدة، عسير، الباحة، بيشة، الطائف، المدينةالمنورة، جازان، والشرقية، فيما واصلت مدارس الرياض الدراسة رغم وجود العوالق الترابية في الجو. من جهة آخرى، أكدت الهيئة العامة للطيران المدني في بيان لها أن سوء الأحوال الجوية الذي شهدته معظم مناطق المملكة أمس أدى إلى تأخير في موعد إقلاع عدد من الرحلات في بعض المطارات، فيما كانت الحركة الجوية طبيعية في مطارات أخرى. وأوضح خالد عبدالله الخيبري المتحدث الرسمي للهيئة العامة للطيران المدني أن مطارات المملكة الدولية كانت الحركة الجوية بها طبيعية ومستوى الرؤية بها كانت جيدة ولم تشهد أي تأخير يذكر بسبب سوء الأحوال الجوية. وأضاف، أن سوء الأحوال الجوية التي شهدتها منطقة نجران ومحافظة بيشة منذ صباح أمس تسببت في تأجيل الرحلات القادمة والمغادرة من هذين المطارين حتى تحسن مدى الرؤية الأفقية. وأشار إلى أن مطارات الطائفوالباحة وعرعر حدث فيها تأخير لبعض الرحلات القادمة والمغادرة لفترات زمنية لم تصل الساعتين. أما في باقي المطارات ومنها مطار الأمير سلطان بن عبدالعزيز بتبوك، ومطار الأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز بينع، ومطار الملك عبدالله بجازان فقد كانت الحركة الجوية طبيعية وتجاوز مستوى الرؤية فيها 5 كيلومترات. وفي ذات السياق أوضح الناطق الإعلامي للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني أن موجة الغبار التي تسود في عدد من مناطق المملكة انحصرت في عدد من المحافظات في اعتبار من البارحة متوقعا بأن يستمر تأثيرها على المنطقة الجنوبية اليوم. وبين أن الأرصاد تبني تقاريرها بعد تأكدها بنسبة 90 في المائة أن ما يصدر عنها من تقارير سيتم العمل به في 16 جهة حكومية، ولذلك فإننا لا ننظر لما يصدر من تقارير لناشطين في مجال الأرصاد ومن ثم نبني تقاريرنا، مشددا على أهمية إصدار تقارير صريحة وواضحة لضمان عدم تأثر الجهات وتعطيل مصالحها. وعاشت جدة أمس لليوم الثاني على التوالي أجواء مغبرة بحبات الغبار إثر رياح نشطة وأتربة مثارة على كافة أنحاء المحافظة تسببت في انعدام الرؤية لمسافة تقل عن 100 متر وأعلنت غرف العمليات التابعة للدفاع المدني والشرطة والمرور والهلال الأحمر والجاهزية الكاملة لمباشرة أي حوادث مرورية أو بلاغات تتلقاها غرف العمليات ولجأ العديد من سائقي المركبات إلى تشغيل لمبات الإضاءة الخاصة بالسيارات وذلك لتحذير السيارات الأخرى، وفضل آخرون إرجاء عمليات سيرهم إلى حين تحسن الأجواء في المحافظة. وأكد مدير عام ميناء جدة الإسلامي الكابتن ساهر الطحلاوي أن عدد السفن المتوقفة حتى الساعة 20 سفينة، مؤكدا أن عمليات إيقاف الملاحقة البحرية يأتي في ظل الحرص على السلامة، وأضاف عند تحسن الأجواء يتم فتح الميناء حيث يتم استنفار كافة الطاقات في تلك الساعات لتسيير حركة السفن الواصلة والمغادرة. بدوره أكد المتحدث الإعلامي في هيئة الطيران المدني خالد الخيبري أن حركة الطيران لم تتأثر وتواصل استقبال ومغادر الطائرات وفق الجداول المعدة مسبقا، وقال حركة الطيران في المطار سواء المغادرة أو القادمة لم تتأثر أبدا بالأحوال الجوية السيئة التي عاشتها جدة على مدار اليومين الماضيين، ولم تشهد أي تعطل في سير الرحلات. يأتي ذلك في ظل إطلاق 12 تنبيها وتحذيرا من الأرصاد منها 5 تحذيرات بنية اللون تشير إلى تنبيه متقدم عن تأثير ظاهرة جوية ويجب أخذ الحيطة والحذر، و7 تنبيهات صفراء اللون يعني تنبيه عن احتمال تأثر منطقة ما بظاهرة جوية. ورغم أن موجة الغبار والأتربة التي اجتاحت الرياض خلال الأيام الماضية لم تفارق سماء العاصمة الرياض أمس إلا أن الدراسة في مدارس التعليم العام لم تعلق كما هو الحال في معظم مناطق المملكة وكما حدث أمس الأول الأحد في الرياض حفاظا على صحة الطلاب والطالبات. فشهدت مدارس التعليم العام أمس للطلاب والطالبات حضورا تجاوز 70 في المائة، وعانى الطلاب والطالبات من الفصول الدراسية التي كانت متخمة بالأتربة. كما شهدت منطقة الباحة موجة من الغبار كغيرها من المناطق، فيما جرى تعليق الدراسة في الطائف وواصلت المستشفيات جهودها لاستقبال حالات مرضى الصدرية والربو، حيث شهدت المستشفيات والمستوصفات إقبالا كبيرا من المرضى الذين عانوا من تلوث الأجواء بالأتربة. من جهة أخرى، سجلت أقسام الطوارئ في مستشفيات بيشة نحو 260 حالة معظمها من مصابي الأمراض الصدرية والربو وحساسية الشعب الهوائية، خاصة من الأطفال وكبار السن. من جهة أخرى، خيمت موجة من الغبار الكثيف في منطقة عسير ما أدى إلى انعدام الرؤية الأفقية منذ منتصف البارحة الأولى وصباح أمس، حيث علقت الدراسة في مدارس التعليم العام والجامعي في كافة كليات جامعة الملك خالد وكافة مدارس التعليم العام من جراء موجة الغبار الكثيفة التي خيمت على منطقة عسير وسط توقعات المركز الإقليمي للأرصاد بالمنطقة باستمرار موجة الغبار الكثيفة خلال اليومين المقبلين في ظل ازدياد كثافة الغبار وانعدم الرؤية في باقي مناطق عسير. حيث أعلن مدير جامعة الملك خالد الدكتور عبدالله الراشد تعليق الدراسة أمس في كافة الكليات التابعة لجامعة الملك خالد في كافة منطقة عسير، كما أعلن مدير عام التربية والتعليم بعسير جلوي آل كركمان تعلق الدراسة أمس في كافة مدارس المنطقة وكذلك المعلمين والمعلمات والإداريين في المدارس وذلك من أجل سلامة الطلاب جراء الغبار الكثيف الذي خيم على المنطقة. من جهة أخرى استقبلت مستشفيات ومراكز الرعاية الصحية في عسير أمس؛ نحو 1600 حالة نتيجة موجه الغبار التي شهدتها المنطقة، فيما شهدت المنطقة سفر الكثير من الأهالي والاستمتاع بإجازة منتصف الفصل التنشيطية. فيما نفدت الكمامات من الصيدليات في المنطقة. كما أدت موجة الغبار إلى تعليق الدراسة في الأفلاج ووادي الدواسر والسليل، وتجاوب تعليم جازان مع التحذيرات وعلق الدراسة. وفي نجران تسببت موجة الغبار الكثيفة التي طالت الكثير من مناطق المملكة ومنها نجران إلى توقف الملاحة الجوية منذ أمس الأول؛ فيما تم تسريح الطلاب والطالبات مدير الخطوط السعودية في نجران حسين محمد بن حرفش؛ أكد توقف الملاحة الجوية والطيران من و إلى نجران منذ أمس الأول، إذ توقفت نحو 3 رحلات الرياضوجدة المجدولة حتى أمس.