أطل اليوم على القراء الكرام من خلال أحد أميز المنابر الصحفية في الوطن، بعد استراحة ليست طويلة، أعاود الركض مرة أخرى مع هموم الرياضة الوطنية وأفراحها من خلال عكاظ الرياضية وأدعو الله تعالى أن يمدني بالعون لأساهم في إيصال الرسالة الصحفية المناطة بهذه المؤسسة. قبل البدء في موضوع هذا الأسبوع، لزم علي تقديم شكري وتقديري للرياضية الوردية على الفترة التي قضيتها معهم والتي كانت في مجملها منتجة وهادفة. أتكلم اليوم عن كرة القدم الوطنية وما حل بها من مرض وعلة في السنوات الأربع الماضية وعن بعض الحلول التي من الممكن أن تساهم في الخروج من هذا النفق. نعرف جميعاً بأن هناك أطنانا من المقترحات ومئات من الحلول وعشرات من الاستراتيجيات تكلم عنها المسؤولون والإعلاميون وغيرهم. وهناك ما هو منطقي ومن الممكن تطبيقه من هذه المقترحات والحلول والاستراتيجيات، وهناك من هذه المقترحات ما لا يمت بأي صلة بكرة القدم ولا بالرياضة بتاتاً. المشكلة في كرة القدم الوطنية هي أننا لم نستطع تحديد مكان الخلل: هل هو فني أم إداري؟ هل هو في الأندية أم في المنتخبات؟ هل هو مالي أم تنظيمي؟ وهذا حقيقة يجعلنا نبحث ونطبق حلوال ومقترحات قد لا تكون صالحة أو ناجحة لعدم معرفتنا وتحديدنا أصلا لمكان المشكلة. الاحتراف الخارجي للاعب السعودي هو واحد من مجموعة حلول قد تكون الأقرب لتصحيح مسار كرة القدم الوطنية. في عام 1977م وقع أول لاعب كرة قدم ياباني عقداً احترافياً للعب في نادي كولون الألماني وكان هذا اللاعب هو (Yasuhiko Okudera). وبمقارنة سريعة وحسبة بسيطة يمكن لنا أن نعرف كم عدد لاعبي كرة القدم اليابانيين المحترفين خارج اليابان اليوم وأين هو المنتخب الياباني اليوم في خارطة كرة القدم الآسيوية والعالمية. إذا اقتنعنا بأن الاحتراف الخارجي للاعب السعودي هو أحد الحلول على القائمة، فيجب مراجعة بعض قرارات اتحادنا لكرة القدم التي دون شك ستكون عائقا أمام اللاعبين وأنديتهم، وأبرز هذه القرارات قرار تخفيض عدد اللاعبين الأجانب في أندية دوري زين للمحترفين من 4 إلى 3 لاعبين. فهذا القرار سوف يحلق بسعر اللاعب السعودي على المستوى المحلي إلى فضاءات قد لا نراها، وبالتالي لن يجازف أي من اللاعبين للاحتراف خارجياً بأقل من هذه المبالغ. وهذا القرار سوف يدفع الأندية للتمسك بلاعبيها المميزين لأنهم لا يستطيعون التعويض بلاعب أجنبي، بمعنى أننا لن نرى لاعبا سعوديا يحترف في أوروبا في القريب العاجل. كنت أتمنى أن يكون القرار بأسلوب تحفيزي مثل استثناء النادي الذي لديه محترف وطني يلعب خارجيا بعقد لا يقل عن السنة بتسجيل لاعب رابع. * أكاديمي جامعة الملك عبدالعزيز [email protected]